-->

احزان تتجدد الشاعر العراقي الككبير عقيل الماهود

 ـــــــــ أحزانٌ تتجَدَّد ـــــــa

مــا كتَبتُ الشِّعـــرَ أبغي دِرهَما
أو جَعَلتُ الحَــرفَ يَـومًا سُلَّــما
ذا شُعــورُ المَـــرءِ خَيلٌ تُمتَطى
صَارَ قُــرطاسي لأقوالي فَــــما
أجَّجَ الإحســاسُ فيــنا جَــذوَةً
ضَجّتِ الأضـلاعُ فــاضَت حِمَما
لا تَــرى عَينيْ سِـوى آثـــارَ مَن
خَلَّفوا في القَلبِ قَيحًا بَل دَمـا
صُــورٌ للطَّفِّ بــــاتَت عَجَــــــبًا
إي و رَبّي أذهَلَت حَتّى السَّــما
كيـفَ للمَبعـوثِ تُسبَى عِــــترَةٌ
بَعدَ قَتلِ الخِــــدرِ نــارًا أُضرِما
كيفَ للأصنـامِ تُـدمي قَلبِ مَن
كَـــفّهُ للخَــلق كانَـــت بَلسَـــما
كيفَ للــــدَّيجورِ يَبغي جَــهرَةً
حَـزَّ نَحــرَ الضَّـوءِ حَتّى أجرَما
كيفَ للأزهـــــارِ تَشكـو عَطَشًا
ذابَتِ الأكبـادُ مِن حَــــرِّ الضَّما
أيُّ رَأسٍ لاحَ مِن فَـــــوقِ القَنا
خَضّبَت لِحيَـــتَهُ فَيـضُ الـدِّما
أيُّ هَـــــولٍ هَــزَّ أفــلاكَ السَّما
لَيـتَ صُبـح الطَّفِّ أردَاهُ العَمى
كُلُّ آلامِ المَــــلا لَــــو جُـــمِّعَت
عندَ ذَبـحِ الطّفلِ ، كانت عَـدَما
هل نَعى النّاعونَ يـومًا مِثلَ ذا
هل رَأوا سِبَــطًا سَليــــبًا مِثلَما
يـــا فِقــــارَ الله يــــا فُــرقانها
أيُّها الأنـزعُ يـــا حـــامي الحِما
هذه الأطفـالُ ضَجّت في الفَلا
تَشتَكي البَطــشَ بهــا و الألَـما
أخسِــف الأرضَ فهــذي زَيـنَبٌ
قَد سَقـاها القــومُ كأسًا عَلقَما
أيُّ سَـوطٍ نــــاحِتٌ أوجـــاعها
ذاكَ سَوطُ الشّمرِ أدمى الشَّمَما
يــا مَن الكَــربُ بِكفّيـــهِ انجَلى
صـارَ كــربُ الطّفِّ لَيــلًا أظلَما
أيُّها البـــاكونَ واســوا فاطِمًا
غَالَ فيها الحُــزنُ حتّى أجهَما
**عقيل الماهود* العراق

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: