ان ثقافة السطوة والتسلط في المجتمعات ابتداء من الأسرة او المدرسة ليصل الى دوائر الدولة .. ليس غريبا أن نراها بعد حين يتناقل بين الأجيال ليشمل كل مفاصل الحياة ولا ينتج عنه سوى الظلم . والتسلط هنا بمعناها العام هو فرض واتخاذ القرارات بشكل منفرد وإجبار من يقع تحت طاءلتهم بتنفيذ جميع قراراته دون الرجوع اليهم او القبول بتبادل الرأي والنقاش .
فالركيزة الأساسية لبناء جيل صحي سليم في العقل والرؤى هي الأسرة وهذا الكيان الأسري كي يحافظ على خط تقدمه بشكل سليم ايضا لابد ان يكون العمل الجمعي هو المحور الاساسي للمجتمعات لانه القوة الحقيقية في التطور والتقدم وان حُسن استخدام تلك الطاقات على اختلاف قدراتها ليصل الى التعاون مع الفريق الواحد بشكل ايجابي متكامل فيحقق الهدف .
هنا علينا الفصل بين مفهوم السلطة عن التسلط .. فالسلطة هي قوى ضرورية لتنظيم المجتمعات في منظومة اخلاقية وانسانية ترعى مصالح الجميع بقانون موحد . حين يولد الفرد بأسرة مفككة بتسلط احد الوالدين ستكون تداعياته السلبية على نفسية هذا الفرد مستقبلا ، فنجده ضعيف الشخصية متذبذبا ولا يستطيع اتخاذ القرارات السليمة وسيكون الوبال اكبر حين يكون هذا التسلط والظلم من الأم دون الأب ( حسب الموروثات الاجتماعية ) لانها المصنع الاول لبناء الاجيال.
وحين يكون الرجل ظالما وهذا هو الاكثر شيوعا بمجتمعاتنا فما علينا سوى التقصي والتحري بسايكولوجية اي ( البعد النفسي ) لهذا الشخص لمعرفة على يد من تربى وغالبا ما يكون على يدٍ نسائية ظالمة ومتسلطة على الزوج والاسرة . فيجد نفسه هذا ( الذكر ) محاطا باهتمام فوق المعتاد من قبل أناث اسرته من الاخوات وهذا الاهتمام جاء نتيجة إجبار الأم لبناتها في تقديم الولاء والطاعة والخدمة المتواصلة(لديك الاسرة ) ! ليقوم هو بدوره بفرض هيمنته عليهنّ واذلالهنّ وتصل احيانا بضربهنّ بمباركة تلك الأم الظالمة الضاربة للجميع دون استثناء ! والعنف هو السمة الاساسية لبناتها منذ نشأتهنّ الأولى وهذا بالتأكيد ماتربت عليه هذا الام لتنقله بالتالي لأسرتها ومن هنا تبدأ الشرارة الأولى لبداية ظلم وقهر يقع على كاهل الفتيات ليستمر بعد ذلك باشكاله المتنوعة ، ينتج عن هذا جيل من الذكور ضِعاف الشخصية وأناث متسلطات كأمهاتهنّ .
نلاحظ ايضا حتى حين يتزوج ( ديك ) هذه الأسرة تصبح زوجته العدو اللدود لأمه وتتحول تلك الأم المتسلطة بقدرة قادر الى جسد بعيون استخباراتية مراقبة لكل حركات وسكنات ذلك الكائن الجديد في الاسرة لتنال منها كماً كبيرا من الظلم والحيف وتفرض على ذكرها فرض هيمنته على تلك الزوجة فيتحول هذا الشاب بفعل نفسي الى احد المسارين اما ان يكون ظالما او بلا شخصية مترددا وضعيفا لتفرض عليه الزوجة الجديدة الهيمنة والتسلط فيتقبلها برحابة صدر كما تقبلها والده من قبله .
ان الخنوع لهكذا نساء من قبل الزوج والاسرة او في نطاق العمل او من ضمن حدود علاقتهن الاجتماعية سيكون سببا كافيا لانهيار تلك المنظومة المجتمعية والتعاطف المجتمعي بدون دراية نفسية لهكذا نساء وبشكل عام والوقوف معهنّ ووضع الرجل دائما بخانة اللوم جعل منهنّ اكثر ظلما وتسلطا .
ان مثل هكذا نساء يمتلكنّ في لحظات غضبهنّ سلوكا عدائيا ويترجم بأفعالهنّ في افتعال المشاكل و نظام ( النقرة ) او العناد وسياسة عدم الرضا عن الزوج او الاسرة في حين تجدها قبل زواجها لايظهر عليها كل تلك السلبيات بل على العكس فهي تبدو طيبة رقيقة غنوج وبالكاد تسمع لها صوتا وكأن السماء انزلت ملاكا على الارض بهيئة انثى والحقيقة المستترة هي عدوانا وعقد نفسية متراكمة منذ الطفولة وكما كبيرا من الظلم والقهر جاءت به لتمارس بعد ذلك تسلطها وظلمها بنفس الطريقة التي تربت عليها . اثبتت جميع الدراسات النفسية ان مثل هكذا نساء ..هنّ مهزوزات ومتذبذبات والطامة الكبرى حين تكون بموقع القرار وتحت يدها عاملات او موظفات نجدها تسلط عليهنّ جميع عقدها النفسية وبأشكال عدة وتساهم بشكل فعال في تراجعهنّ بالعمل والاجتهاد في عدم تقدم اخرى عليها وأجبارهنّ على الخضوع لها والرضوخ لأعتقادها ان كل ما تقوله هو الصحيح ولا يمنعها ذلك من سرقة مجهود الاخريات لتنسبه لها في حين نلاحظ ايضا ان كان تعاملها في نطاق عملها الاداري في تماس مباشر مع المراجعين تظهر رقتها وتعاونها مع الرجل على عكس ماتظهره لبنات جنسها .
لا ننسَ ايضا .. يلعب عامل الغيرة لعبته النكراء حين تجد من هي اكثر ابداعا اوثقافة او جمالا منها فتكون لها عدوة وغريمة .
مختصر الحديث ان المرأة المتسلطة لا تنتج سوى نساء من نفس صناعتها وذكور بشخصيات ضعيفة ، حلقة مفرغة متوارثة بين الاجيال .
اترك تعليقا:
