واجهت سورية جميع خطط الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية وقاومتها مع حلفائها، ورفضت جميع السياسات الأمريكية وأهمها مشروع خط الغاز القطري، وذلك كانت الحرب عَلى سورية بالوكالة لإسقاطها ووضع نظام أخواني بديل للرئيس الأسد من خلال الإرهاب والحصار والعقوبات لأنهم يعلمون أنه لن يستجيب لهم في مشاريعهم الاستراتيجية، ومنها عبور خط الغاز من قطر إلى أوربا، وسورية ممر إلزامي لهذه المشاريع ، الأمر الذي أدى إلى انهيار مشروع الولايات المتحدة الأمريكية للقرن الحادي والعشرين، وتراجع الدور الأمريكي في المنطقة والعالم، مع صعود كبير للدور والمكانة الروسية والصينية والإيرانية مع محور المقاومة.إن صمود سورية ومقاومتها للمشروع الأمريكي أنتج عالماً جديداً بدأ بالتشكل وبدأت ملامحه تظهر وما قرار الرئيس بوتين بإنهاء الحرب الأوكرانية وإعادة تصحيح التاريخ إلا أحد مظاهر هذا النظام الجديد للعالم ..بالأمس اتخذ الرئيس بوتين قراراً استراتيجياً باستبدال الدولار بالروبل في المعاملات الاقتصادية مع الدول المستوردة للغاز الروسي، وهذا القرار بحد ذاته يشكل بداية لتشكل نظام مالي ونقدي جديد في العالم، وقد انعكس ذلك في تراجع قيمة الدولار وارتفاع قيمة الروبل بنسبة 25% وهذا يطرح عددا من الأسئلة المشروعة، فلو لم يصمد الرئيس الأسد وجيشه وشعبه لكان البديل الأخواني جاهزاً لتنفيذ السياسات الأمريكية ومنها مرور خط الغاز القطري من سورية، والذي اعتبرهبعضهم تفويت فرصة مالية كبيرة لسورية أو مصلحة استراتيجية، لأن سورية ستكون ممر وعقدة لخطوط الطاقة فيالمنطقة والعالم … لكن الحقيقة هم ارادوا إسقاط سورية وتغيير النظام فيها كيلا تكون كذلك، وبعدها يتم تمرير خط الغاز الى أوربا كما يريدون …وهنا نقول ماذا كان سيحل بالغاز الروسي، وبالتالي الدور والمكانة الروسية في العالم؟وهل كان الرئيس بوتين سيتخذ مثل هذا القرار؟وما الفائدة منه إذا كان هناك بديل للغاز الروسي؟وماذا لو لم تصمد سورية، وتقدم التضحيات مع حلفائها؟.ماذا كان سيحل بالشرق كله؟.لقد شكلت سورية آلام الحمل للنظام الدولي الجديد، وتشكل اوكرانيا اليوم آلام المخاض والولادة لهذا النظام.لقد رفعت سورية في العام 2011 هتاف:شكرا روسيا - شكرا ايران - شكراً الصين-وعندما تهدأ الأوضاع ويتثبت ميزان القوى العالمي الجديد ويعلن الشرق انتصاره سيقول الجميع في الشرق:شكراً سورية الأسد.
اترك تعليقا: