-->

الشاعرة السورية الكبيرة هيام صالح كتبت قصيدة الشهلاء

 الشّهلاء

بقلمي. إلى بغداد شُدّت راحلاتي إلى رحمٍ ألاقي فيه ذاتي إلى نبضٍ يشيد بأنّني لم أزل فيه على قيد الحياةِ أنا في ربعها أصلٌ وجذعٌ ومن فرعٍ تهاوت عنه شاتي ركضت بها على قدمٍ وساقٍ وصرت بحملها أمّ الحماةِ نُسبت لكاظمٍ جدّي حسينٌ وآل الهاشمي كفن المماتِ أنا الأنثى كزينب في إبائي أنا الشّهلاء زينبة النّباتِ يعانق حزنها بعضي وكلّي يلملم دمعها حين الشّتاتِ يبابٌ أدركته نارها يا مؤجّجة المدامع يا فتاتي مضمّخة المراود من عيوني روافدٌ من فراتٍ من صفاتي وتسكبها جداول من دموعي ببحر الشّعر تكتبها دواتي وتهطلها جفونٌ في حروفٍ روت بدمائها للملهماتِ ملاكٌ يابنتي عرقٌ بكفّي يقضّ مضاجعاً مستبسلاتِ تواسيني ملاكي في التجلّي وتوقظني ملاكي من سباتي تهرول خلفها مُقلٌ وينمو بقرب فراشها نبت الكماةِ ملاكي لا تريد فراق أمٍّ وحضني شوقه ضمّ المماتِ أيا أمّي أيا ثكلى بقائي أيا روحين في قلبٍ بناتي أراكم من بديع الأنس طيفاً مضيئاً في مناجاة الصّلاةِ غفوتم بين شهلاء وجفنٍ وأثلاماً غرزتم في النّواةِ مواصلة الوداع إلى وداعٍ وعودتهم فراق مواصلاتي فديتم كربلاء القدس قبراً وقلبي كربلاؤه محتواتي وصادية الحسين شفاهه ما ارتوت، نضبت شفاهي كالحصاةِ تجبّرتم بسطوتكم ظلماً حكمتم يا شنيع الفاعلاتِ أقمتم في بيوت الله قتلاً وحلّلتم بفعلٍ كالغزاةِ وأهله من بقاع الأرض زحفاً يحابون الرّدى سيل المشاةِ يدٌ حطّت عل كتفي وماءٌ على صلبي كغصنٍ مخضلاتِ هوَ زوجي سكين الضّلع صدري أنيس النّبض ليل الموحشاتِ يعود بيَ الزّمان إلى أصيلٍ غفاه الّليل بين المسدلاتِ فتشهق في الضّحى روحٌ تنادي أشهلاءٌ وسارت قافلاتي تنوء حمولها شوقاً وحزناً عليك وهت جفوني المثقلاتِ يردّد في الصّدى كلماً ويأتي إليّ لرسم سنّ المبسماتِ فهل أقوى على فرحٍ وأمسي كيومي في الشّجون مرافقاتي فيحضرني الرّقاد وبعد سهدٍ يهدهدني الكرى نحو السّباتِ وأيّ سعادةٍ تأبى مثولاً وأطلبها فتنأى آفلاتِ وكلّ مسافرٍ يبقى غريباً وقلبي مبحرٌ طوق النّجاةِ فكم لفظت شواطئنا خبايا صدورٍ من كنوزٍ حافلاتِ كنوزي من دموعٍ حول صخرٍ تفتّتت منه صلب اليابساتِ أتغزون الفضاء نجوم ظهرٍ وترموني بقول الشّائعاتِ أنا الشّهلاء بنت الكاظميِّ وحولي كلّ نجمٍ دائراتِ وأعلو عن سفاهتكم وكنتم الدّنيء وجاثياً يرجو فتاتي أبي عبد الكريم لكاظميٍّ سليل الأكرمين من الصّفاةِ لطيف شمائلٍ وعزيز أهلٍ وأرزٌ سامقٌ فوق الرّباةِ فمن نسبي بلغت شموس علمٍ وصرت بقدرتي نجم الفلاةِ وأوليت الفنون محبّتي في تصاميمٍ وكنّ مهندساتِ وحزت مجلّةً حفلت بفنٍّ تضاهي في جماله كالّلواتي يراسلْن الفنون قصائداً من بيان الشّعر فيض محسّناتِ شبابٌ رائعون ونظمهم لِلْ جمال روائعاً كالشّاعراتِ ومن أدبائها لاقت بنفسي حبوراً من قضايا مؤنساتِ ومن عربٍ ضيوفي في كتابٍ يدوّنه أريج الكائناتِ وتغمرني سعادتهم بردٍّ تفاعلهم يحرّك ساكناتي أنا بنت العراق نخيل رطبٍ

أشاطرهم محيّا النّاضراتِ وأسبغهم فراتٌ من فراتي بسيل كلامهم حلو الذّواتِ يجاملْني قصيداً من رغيفٍ أناصفهم رغيفاً معجباتي وقفن بجانبي قولاً وفعلاً وحبراً ما أحيلاهم خواتي وبتنا أسرةً وحقيقةً بل بنيت على الوصال تفاؤلاتِ لكم قبلات أختٍ من دموعٍ يفيض بعينها نهر الفراتِ الشاعرة هيام صالح - سوريا

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: