-->

دُنيا عبدالله رسامة تشكيلية التولد ١٩٩٠ شمال: العراق - محافظة أربيل تحديدًا


دُنيا عبدالله
رسامة تشكيلية
التولد ١٩٩٠
شمال: العراق - محافظة أربيل تحديدًا

منذ الخليقة وأنا أنسكب مثل دمعة أم فقدتْ ابنها الوحيد بلحظةٍ غادرة .أنسكب شعورياً على ورقة الرسم حتى تعُشب فيه.
فالرسم دائما يبعدني عن الواقع ويجعلني أسافر بخيالي بدون تذاكر ولا عوائق ..اقضي اغلب اوقاتي في محاولة الرسم ،وهكذا بدأت موهبتي تبرز وبدا عليها بعض الغموض الإبداعي المستلهم من وحي الخيال تستطيع الكاميرا تصوير كل شيء في لحظة .. أيضاً هناك الكثير مِن من رسم قبلي لذا أغوص في الخيال وأبحث عن شي ما خطر على بال احد وهذا سِر تميّز رسماتي .دائمًا كنت
اردد سؤالي اليومي لنفسي : لماذا ارسم ؟ أحد أولى المشاكل التي كانت لديّ في بداية مشروعي هي الأدوات، الفرش تحديدًا. في ذلك الوقت لم أقم بتنظيفها جيدًا. وقمت باستخدامها حتى بعدما أصبحت غير صالحة للرسم. لم أكن على علم بوجود فرش صغيرة الحجم أيضًا .. فكنت أقوم بصناعتها بنفس متمردة، وأزرار روح محلّقة. لم يكن ناجحًا، حاولت الرسم بها ولم أفلح، فالتفاصيل الصغيرة صَعبَ عليّ الأمر، لذلك تركت الكثير منها غير مكتملة، ولفترات طويلة .. كما لو أنها عجوز تركت على الرصيف وليس لها بيت للإحتواء.
كنت أعول عليها في بعض الأحيان أعود لرسم جزء بسيط، ثم لا أرتضيه فأدع الأمر .. وهكذا استمر الحال لسنوات ..طويلة
بعد ان تعرفت جيدًا أحيانًا أجلس مع نفسي، وأضع رأسي بين ركبتي وألقي على نفسي بالكثير من اللوم. أدركت لمَ ينعتني الآخرون بالخمول، لطالما كنت أزعج أمي بطلباتي التي هي فوق قدرة عائلتي. عشت طفولة صعبة بين بيئة ريفية فلم أدرس سوى الصف الأول الإبتدائي، عام واحد فقط. لكنه العام الذي أدخلني عالم الرسم .. به تعرفت على القلم والورقة. "اكتبي عنوانًا لكل لوحة" تقول لي أمي.
حتى لا تنسي ذاتكِ بين طيات الورق. وهكذا بدأ الحال علمت أخطائي به دون دروس ولا علم مسبق. فقط وثقت بخيالي، ثقة عظيمة وثقتها به. رسمت الأنمي، وجعلت اسمًا لكل شخصية، وضعت عنوانًا لكل لوحة وحتى اليوم أضع عنواناً لكل لوحة بالرغم من عدم قبولي هذا أول الأمر. رسم في اليوم ما بين الرسمتين إلى خمس. واليوم الذي لا استطيع فيه فعل ذلك لسبب ما، استيقظ في اليوم الذي يليه، أبدأ، وقبل الإفطار بالورقة والقلم، وأرسم كما لو أنني صائمة منذ سنين، متعطشة لماء لوحاتي هذه. كنت أتخيل هذا وأنا في الشوارع لا أملك غير قلم واحد حجم طوله لا يتجاوز 3 سم. وأغفو، مررت بأوقات فكرت فيها أن أدع الرسم، للأبد. كان ذلك بسبب الكثير من الظروف، وبسبب قولهم على الأخص أن ديني "الإسلام" يُحرم هذا. لكنه ما إن يأتِ لنا الشتاء وتبلغني رائحة الأرض بعد المطر والألوان في الطبيعة، حتى تتجدد كما لو أنها لوحة، فأخرج مستلزمات الرسم، وأعود .. بمشاعر أشبه ما تكون بأيامٍ بيكاسوية زرقاء بلا معطف.أذكر حينما كنت صغيرة، أتخيل نفسي بعد سنوات، أكبر في العمر وفي الرسم .. أذهب إلى باريس ولندن، أفتتح المعارض، وأجاور فيها كبار فناني الرسم.أرى بأحلامي أنني أمتلك جناحين .. فأطير بالسماء، وأكمش النجوم. ها أنا الفتاة التي لم تكمل دراستها شاركت بـ ٨ معارض وافتتحت معرضي الخاص في 2006 بدعم من الحكومة دون أن أمتلك شهادة. لست معروفة حتى على مستوى إقليم كردستان، لكنني أحاول الظهور على ساحة الفنّ، لازلت ألاحق حُلمي الشائب لافتتاح معرضي الخاص قريبًا، في اربيل.حققت هذا الحلم، ولكنني حتى الآن، أكمن في بداياتي، إذ أنني لم استطع الاستمرار بسبب الحياة وظروفها القلقة. ولكنني أرسم، فقط كشيء لا استطيع التخلي عنه.وبالرغم من أنني كردية ولم اكمل الدراسة، اهتممت بالقراءة، وتعلمت العربية من خلال متابعة التلفاز والراديو والكتب .. وقرأت بعض الروايات العربية كذلك. تعلمت واستمتعت بالأمر، وأنا الآن اقرأ وأكتب باللغتين العربية والكردية ولي محاولات في تعلم الإنجليزية

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: