-->

كنت حين أسأل عن أحب الأشياء إلى قلبي ، أجيب و بدون تردد : الإستقامة و رائحة أمي ...سمية شرحبيل

 كنت حين أسأل عن أحب الأشياء إلى قلبي ، أجيب و بدون تردد : الإستقامة و رائحة أمي ..

بعد أن أسلمت الروح لباريها أدركت أن الحياة كان تزهو بعطر أمي ، بابتسامها ، بصوتها الحنون و هي تردد إسمي ، برأفتها و حنوها ، بحضنها الدافيء و بقلبها الرؤوم الذي يسع الكون بأسره .
أصدق القول أنني لم أجد يوما تعثرا في التعبير عن موضوع معين . كانت الكلمات و العبارات تنهمر كالسيل الغزير و الغيث المطير الا في وصفك يا أمي .. تعجز الكلمات و تشل العبارات و تتبخر المعاني و لا أجد بما أشبهك به ، فأنت أكبر و أعمق و أبهى من أن يضاهيك اي حرف أو يجاريك أي معنى ..
بيد أنني في عيدك هذا ، و وفاءا لذكراك الزكية الزاكية العطرة و بما انك كنت تعشقين هاته المناسبة بالخصوص ، فلم يكن هناك بد من أن أتعثر في الحروف علي أعثر على كليمات تفي بالغرض و ان كانت كلمات الكون بأسره لن تفيك حقك و لن تمنحك قدرك ..
في عيدك يا فاطم ..
فاطم الجود
غادرتني أيا فاطم فهل من لقى ؟
و هل من تلاق و هل من وصال ؟
أيا بحر جود لرب رقى
و يا نهر خير سرى بالجمال
و كنت اتكاءا و نعم السقى
و كنت شفاءا و نور الجلال
و يا حسن خلق علا و ارتقى
و يا كوكبا قد سما بالجمال
أيا نفحة البر تفوح تقى
و يا نبض حب علا و استطال
فأنت الأمان زان الأفقا
و أنت الفضيلة خير مثال
أعلم أن عظيم المعاني و أعتى العبارات لن تمنحك قدرك و لن توفيك حقك يا فقيدة الروح و مهجة الفؤاد ، إنما هو غيض من فيض جودك و همهمات روح شجية تحن لذكراك العطرة الزكية ..
أعي أنك انقطعت عنا إلى مقامك الأبدي و أدرك ألا سبيل لبرك إلا التضرع لرب السماء
فأسأله بعد الحمد و الثناء
و تلاوة فاتحة الكتاب على روحك الزكية و روح أختي الطاهرة و أرواح أمهات المسلمين ،أن ينزلك رفيع المقام في أعلى عليين
و يذكرك في الملإ الأعلى يوم الدين
رفقة الأنبياء و الأولياء و الأتقياء و الطاهرين الغر الميامين
# كل عيد أم و روحك الطاهرة في الجنة ..
# هديتي لكما " ميمتي " و أختي الراحلة أم صهيب ، حبيبتاي و فقيدتا قلبي ..
هديتي لكما و لأمهات الكون ، دعوات بالرحمة و بمقام كريم في جنات النعيم ..
طبتما و طاب مقامكما في الجنة ..

سمية شرحبيل

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: