-->

العزفُ على وتر الشهادة عماد الدعمي/ العراق

 العزفُ على وتر الشهادة

عماد الدعمي/ العراق
عَجَبًا تُـــــــداري لهفةَ المُشتاقِ

وتفرُّ من حزنٍ علـــــى العُشاقِ
بالكادِ تفضـحُكَ العيونُ بحزنِها
وتبـــوحُ عنكَ مَحـــابرُ الأوراقِ
إياكَ أن تُخفـــــــي بقلبِكَ لهفةً
فالوجدُ مَقروءٌ مـــــن الأشواقِ
لكنّما للحزنِ لــــــــــــذةُ مُنتشٍ
إنْ كانَ منبعُها مــــــن الأعماقِ
ما بالُ لو كانتْ علــى رمزِ الإبا
رمــــزِ الـشّهادةِ سـيّدِ الأعــراقِ
مـــــاذا عليكَ إذا نَدبتَ فجيعةً
للآن دَمعتُها علــــــــى الأحداقِ
سرُّ السّعــادةِ أنْ تعيــشَ مُعززا
ومُكرّمًا ، مــــــن دونِ ظلمٍ باقِ
لا ينقضــــــي همٌ وأنتَ مُطوّقٌ
حَررْ بلادَكَ مـــــــــن يَدِ السّراقِ
واكسرْ مَرايـــــا خائفٍ مُتخاذلٍ
وأذكرْ حُسينًا صَفحـــةَ الإشراقِ
فالدّهرُ خـــــــــوانٌ إذا لم تَرعوِ
فاحــــذرْ دروبَ تَملّــقٍ وَنِفـــاقِ
واسلكْ طريقَ كرامـــــةٍ وَمَهابةٍ
إنّ الكرامـــــــةَ قمةُ الأخـــــلاقِ
هذا الحسينُ فكيـفَ تَطرقُ بـابَهُ
كي تهتدي مــــــن ثورةِ العملاقِ
هُوَ قائدُ الأحــــــرارِ دونَ مُنازعٍ
بل تاجُ مَفخرةٍ علــــــى الإطلاقِ
اهتـفْ ونـادِ بثــورةٍ نحــوَ العُـلا
وانظرْ بعيـــــــــــدًا نَظرةَ الآفاقِ
واخرجْ علـــــى طاغٍ بكلِّ بَسالةٍ
فالحرُّ يرفعُ رايــــــــــةَ الإحقاقِ
والعارُ أن تبقـــــــــى أسيرَ مَذلةٍ
هَلْ تكتفــــــــي باللطمِ والأبواقِ
أو تكتفــــــي بالنّدبِ دونَ تحرّرٍ
أو تكتفــــــــــي بالبذخِ والإنفاقِ
مــــــــــــا ثورةُ الأحرارِ إلا عِبرةٌ
كُتِبَتْ بميثاقٍ علـــــــــى الأعناقِ
أبطالُها بدمِ الشّهــــــــادةِ وسّموا
لـــــلآنَ تُــروى قصــــــةُ الحُذّاقِ
فمتـــى وأينَ وكيفَ نرسمُ دَربنَا
مــــــا زالَ فـينا قــاطــعُ الأرزاقِ
لــــــــلآن فيــنا بَيعةُ المُتخــاذلِ
كُوفــــــــــانُ تشهدُ نكثةَ الميثاقِ
والغاضريةُ مــــــــن قرونٍ ترتدي
ثوبَ السّوادِ أســـــــىً بكلِّ رَواقِ
انهضْ وكسرْ قيـدَ خـوفٍ وانطلقْ
فالوقتُ آن لجرعــةِ التّريــــــــاقِ
لمّا نَزلْ والصّمتُ خيمتُنــــــا فهلْ
من مُعْجزٍ يقضي علــــى الفُسّاقِ؟
يـــــــــا أيّها الذّرّافُ دمعَكَ نائحًا
طالَ الأسى من شدّةِ الأطــــواقِ
فمتــــى تُهدُّ عروشُ جبارٍ طغى ؟
ومتـــــى التكاتفُ دونَ أيِّ شقاقِ
اعزفْ علــى وترِ الشّهادةِ صادحًا
إنّ الحسينَ مثالُ كـــــــلِّ عراقي

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: