-->

(قصة تناسخ الأرواح بعنوان ظلام القبور )سجاد الحجي العراق بابل

 (قصة تناسخ الأرواح

بعنوان ظلام القبور )
أنا خالد أبلغ من العمر 30 عامًا ، أعمل مدرسا في أحد المدارس ،
زوجتي اسمها هناء .
بعد زواجي بثمانية سنوات لم نرزق بأطفال ، وحين ذهبنا إلى الدكتور أخبرني للأسف بأن هناء لا تنجب .
جربنا الكثير من الطرق كاللّقاح وحقن المجاري والأنابيب وكل المحاولات باءت بالفشل .
أصابني الحزن الشديد لكني رضيت بأمر الله ، وبعد 12 عاما وفي أحد الأيام وأنا في العمل ، اتصلت بي هناء وأخبرتني بأنها حامل ، للوهلة الأولى لم أصدق ..هل فعلا سأصبح أبا ..
فرحت كثيرًا بهذا الخبر ثم طلبت إجازة .. ذهبت إلى البيت وبدأنا بتجهيز الغرفة للطفل ، اشترينا الألعاب و الملابس ..
وبعد 9 أشهر أتى ابني إلى الدنيا ..
حينها قررنا أن نسميه سامر .. لكن الغريب بسامر هو عند ولادته لم يصرخ أو يبكي مثل أي طفل حين يأتي إلى الحياة ونحن من فرحنا لم ننتبه لذلك ..
وبعد أن أصبح عمر سامر 6 سنين
صار طفلا عنيفا لم يكن كأي طفل مشاغب فقط ، لا بل أكثر من ذلك ..
كان يقوم بجمع الحديد ويصنع منها آلالات الحادة كالسكاكين والمناشير ..
ونحن لم نفهم من أين تعلم كل تلك الأشياء ..
كنت دائماً أتهم زوجتي بأنها تتركه يشاهد التلفاز ويتعلم صنع كل هذا ، وهناء كانت تقسم لي بأنها لم تفعل ذلك ..
لم يكن هذا فحسب بل كان وهو نائم ينطق بكلمات لم تكن مفهومة
يتحدث بلغة غريبة جداً ..
حاولت كثيراً أن أفهم ما يقوله لكن لم أستطع ..
فخطرت لي فكرة أن أسجل في الهاتف ما يقوله ، وأسأل صديقي الذي يعمل مدرسا في اللغة الانكليزية.
عند انتصاف الليل بدأ ابني يتحدث بنفس الطريقة وبنفس الكلمات ، حينها فتحت تسجيل الهاتف وبدأت أسجل كلامه
وفي اليوم الثاني أخذت الهاتف وعرضت التسجيل على صديقي
فقال لي :
- أعتقد أنه يتحدث باللغه الألمانيه..
ثم أضاف :
- من هذا الذي يتحدث .. يبدو من صوته أنه طفل صغير.. وإن أحببت آخذك إلى الأستاذ علي هو مترجم لغة ألمانية وسيترجم لنا هذا الكلام .
حينها ذهبنا إلى هذا الأخير وعرضنا عليه التسجيل
فقال لي :
- أريد أن اسألك أولا..
ابنك في أي مدرسة .. وماذا يدرس ..؟
فقلت له : - أستاذ ابني حتى الآن في سن السادسة من عمره هو طفل صغير جداً.
فقال لي : - لكن ابنك يتحدث باللغة الألمانية
وهذه الكلمات التي سجلتها جمل متكاملة في الألمانية
ابنك يقول :
- أتوسل إليكم بأن لا تقتلوني ..
- أتوسل إليكم بأن لا تقتلوني ..
حينها أكملت لقائي مع الأستاذ علي ثم عدتُ إلى البيتِ ، وطول مسافة الطريقِ وأنا أفكر ..ابني يتحدث ألماني ويقول : أتوسل إليكم بأن لا تقتلوني ..
دخلت إلى البيت وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والجميع كان نائما..
حينها لمحتُ ضوء أحمرا يشع في غرفة سامر .. تسللتُ بهدوء وحذر ، وفتحت باب الغرفة كان ابني نائما في السرير وقرب رأسه ظل أسود على هيئة كائن غريب ، ذلك الظل كان يمسك بيده رأسه وينطق بكلمات غريبة وابني كان يحرك بشفتاه وينطق بنفس الكلمات بصوت منخفض جداً والشعاع الأحمر كان يخرج من عيون ذلك الظل الأسود ..
حاولت بهدوء أن أمد يدي كي أشغل ضوء الغرفة ، لكن يدي لم تتحرك وكأنه أصابني الشلل ولم أستطع التحرك فقط أراقب ما يحدث ..
لا أستطيع أن أتقدم كي أنقذ ابني ولا أستطيع أن أهرب كي أجلب أي شيء أضرب به ذلك الكائن الغريب.
وبعد مرور وقت قليل.. شعر بي ذلك الكائن ونظر إلي.. كان ظلا أسودا تمامًا وعيناه يخرج منها شعاعا أحمرا ، ثم فجأة اختفى ..
وبعد اختفائه مباشرة شغلت ضوء الغرفة وركضت باتجاه سامر ، حاولت أن أوقضة إلا أنه مازال نائماً ، صرخت فيه لكنه لم يستيقظ وكان لون وجهه أزرقا تمامًا وجسده باردا كالثلج ..
ناديت على زوجتي :
- هناء ... هناء ... هناء ..
دخلت هناء وأنا أصرخ وأقول :
- لقد مات .. سامر .. لقد مات ..
وهو في حضني بدأت ألف جسده بشرشف كي يدفء
بعد مرور عشرة دقائق بدأ الإزرراق الذي في وجهه يتلاشى ويختفي ببطء .. وجسده بدأ يرتعش بهدوء ،
حينها شكرت الله أن ابني لازال على قيد الحياة وعاد إلى طبيعته مثل أي طفل نائم .. ثم فتح عينيه وبدأ ينطق بكلام غريب ، أخبرت هناء أن تجلب لي الهاتف
وقمت بتسجيل حديثه ..
وهو يتحدث كان لا ينظر إلي أو ينظر إلى أمه ، كان ينظر في جدار الغرفة وكأنه يشاهد أحدا .. بعدها رفع يده اليمين ووضعها على وجهي وأنا كأي أب قمت بتقبيل يده ثم قال :
- أنا لم أرفع يدي لك لماذا قبلتها كنت أنتظره هو من يقبل يدي ..
وفي اليوم الثاني أخذت التسجيل وذهبت إلى الأستاذ علي ..
فقال لي : - هذه المرة في التسجيل يتحدث عن شخص ربما عسكري يدعى " إرفين رومل "
فقلت له : - نعم قد سمعت بهذا الاسم
ثم قال لي : أيضًا ابنك يقول إرفين رومل قد تم اغتياله سنة 1944
- فقلت له : غير معقول ابني هو من قال هذا ..
- فأجاب : نعم هذا هو الكلام الذي قمت بتسجيله في هاتفك
فقلت له : - يمكن أن تكون هلوسة
قال : - لا أبداً تلك الملعومات ليست معلومات طفل يخرف ، ربما أنت تعرف شيء ولم تخبرني به أو أننا أمام ظاهرة غريبة جدا ، ويجب علينا أن ندرسها ..
سكت لبرهة ثم قال :
- لي اقتراح ..أنا أعرف صديقا في السفارة الألمانية ونستطيع أن نستفسر منه حول ذلك الشخص
فقلت له : - موافق
ثم مد يده في جيبه وأخرج هاتفه وقام بالاتصال بذلك الشخص ليخبرهُ بكل شيء ، فوعده بأنه سيبحث عن كل المعلومات التي تتعلق ب " إرفين رومل " وبعد يومين سيخبره عن النتيجة.
حينها قمت كي أذهب إلى البيت فقال لي:
- اجلس أريد أن اخبرك بشيء .. منذ زمن طويل قرأت عن موضوع .. لكن لا أعرف ..
فقلت له : - ماذا هو أخبرني أرجوك
فقال : - هو موضوع عن تناسخ الأرواح ..
- انا سمعت عنها بأنها موجودة لكن ليس هناك شيء يثبتُ ذلك بالرغم من أن علماء الدين ينفون هذا الشي ويقولون لا وجود لتلك الأشياء نهائيا ، وأن البحث عنها أو التصديق بها فهذا الشيء حرام
فقلت له : - أنا أيضًا لم أصدق تلك الأشياء
فقال لي : - أنا أخبرتك بكل ما أعرفه ..
- أظن أن هذه روح شخص ضائعه وتريد الوصول
لشيء ما أو تريد أن توصل رساله .. لم يستطع صاحبها توصيلها قبل أن يموت ..
- فقلت له : - ما هذا الكلام الغريب يا أستاذ علي ..!
- فقال لي : أنا أخبرتك فقط وجهة نظري .. وأنت تريد أن تصدق أو لا القرار يعود لك ..
بعد مرور دقائق اتصل صديق الأستاذ علي الذي يعمل في السفارة ففتح علي الهاتف وأنا سمعته يقول له :
- إرفين رومل هذا الذي تبحثون عنه .
اسمه موجود هنا في السجلات ، هو قتل في أحد المعارك وسط العاصمة الألمانية وقد تم دفنه هناك مع الكثير من الجنود .. ولو أنت تريد المزيد من المعلومات عن هذا الرجل اذهب إلى مكان المعركة واسأل ، لربما تعرف أكثر ..
حينها شكر الأستاذ علي صديقه وقال له :
- لا سأكتفي بهذا القدر من المعلومات أنا فقط أحببت أن أعرف هل توجد هكذا شخصية أو لا ..
- ابن صديقي كان لديه بحث عن هذا الرجل
فرد عليه :
- هو لم يجد غير هذا الرجل ليعمل عنه بحث
بعدها أغلق الإتصال ونظر إلي وقال :
- دعنا نترك كل تلك الأشياء .. ونعرض ابنك على دكتور نفسي
فقلت له :
- لكن ابني ليس مجنونا أو يقوم بتأليف أشياء ليس لها وجود .. وهل المجنون يقوم بنطق اللغات..!؟
فقال لي الأستاذ علي :
- أنت أمرك غريب جداً يا أخي .. كلما أقول لك شيء لم يعجبك
- حسناً ممكن تعرض ابنك على معالج روحاني
حينها قمتُ من مكاني وقلت له :
- أنا أتشكرك أستاذ علي وأعتذر أتعبتك معي كثيراً سأذهب الآن إلى البيت
عندما رجعت أخبرت هناء زوجتي بكل شيء
فقالت لي هناء كلام غريب
- خالد خذ سامر واذهب به إلى المكان الذي تم دفن فيه ذلك الشخص
فقلت لها : - أذهب..؟ وماذا أفعل ..؟
فقالت لي :
- لربما حين وصولك إلى هناك يحدث شيء لتلك الروح ، هي تريد الوصول لذلك المكان
فقلت لها :
- ما أصابك يا هناء .. تلك الروح تحتاج إلى أحد يدلها على المقابر
حينها حدث نزاع بيننا واختلفنا في كلامنا ثم ذهبنا إلى النوم .. مرت أكثر من ثلاث ساعات ولم أستطع أن أنام وبعد تفكير كثير قررت أن آخذ سامر وأسافر إلى مكان دفن "إرفين رومل"
وفي اليوم الثاني وعند الصباح الباكر ذهبنا أنا وسامر إلى المقبرة وكان وصولنا إلى هناك في الساعة العاشرة ليلاً ..
أنا لا أعرف قراءة الأسماء التي على شواهد القبور ..
فبدأنا نسير وسط المقبرة وكان سامر ذاهبا في خيال عميق .. لم يتحدث أو يضحك أو يعمل أي حركة، فقط يمشي وهو غارق في الخيال وأنا الخوف بدأ يتغلغل في أجزاء جسدي ..
وبعد مرور 10 دقائق من المشي ، فجأه شعرت بسامر يشد على يدي فقلت :
- هل تريد شيء يا بني ..
لم ينطق ثم سحبني من يدي وأخذني وتوجه بي إلى طريق وكأنه ذاهب لشيء ما ..
وسط المقبرة الهادئة المخيفة يسير بي بسرعة وبعد نصف ساعة توقف وأصبح يتحدث بالألمانية ..
وأنا لم أفهم أي شيء مما يقوله لكني على يقين بأن كل ما يفعله سامر هو إشارة لشيء ما
ما هي إلا لحظات حتى شعرت بأن هناك أحد يقف خلفي ، ثم فجأة أصبح كل شيء يهتز ..
وهبت رياح شديدة وانا لا أعرف ماذا أفعل وكل قبر بدأ يخرج منه ظل أسود .. وأصبحوا يدورون حولنا وأنا وسامر وسطهم ثم خرج ظل كبير جداً ووقف أمام سامر ابني وأمسك برأسه ..
بدأ سامر يرتعش بقوة شديدة وأنا لا أعرف ماذا أفعل .. مسكت ابني وسحبته إلى حضني لكن ذلك الظل مد يده نحوي وشدني من رأسي وأصبح يضغط علي بقوة إلى أن فقدت الوعي ..
وحين استيقظت بدأت أبحث عن سامر فوجدته مرميا قربي ، حملته في حضني وانا أردد بداخلي هل انحلت المشكلة يا إلهي ام لا .. وهل انتهى كل شيء .. وهذا المكان شهد من قبل أشرس المعارك وكل القبور هنا تسكنها أرواح الجنود الذين قتلوا ..
ثم عدنا إلى البيت وسامر عاد طبيعيا كأي طفل ولم ينطق كلاما غريبا.. وأصبح يتحدث مثلنا شكرت الله على أن هذه اللعنة قد انتهت ..
فجأة رن هاتفي وكان الأستاذ علي يتصل
فقال لي :
- اسمع هذا "إرفين رومل" لم يكن شخصا عاديا
فقلت له :
- أستاذ علي المشكلة أعتقد انحلت
فقال لي : - اسمع "إرفين رومل" هذا كان يلقب بثعلب الصحراء .. و يعمل محققا وهو المسؤل في قسم التعذيب داخل السجون
- وأغلب الناس كانت تموت تحت يده أثناء التعذيب وكان يستخدم السكاكين والمناشير
فقلت له :
- نعم أستاذ علي فعلا كان ابني يجمع الحديد ويصنع منها تلك الأشياء .. لكن الآن أصبح بخير
وفجأة وأنا أتحدث مع الأستاذ علي سمعت صرخة هناء زوجتي .. ذهبت مفزوعا أبحث عنها في البيت
فوجدتها في المطبخ مذبوحة ورأسها مرميا على جانب ..
وسامر كان واقفا قربها وماسكا في يده سكين ثم رفع رأسه ونظر إلي وقال :
- لم تنتهي اللعنة حتى الآن يا أبي
أحبك كثيراً .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجاد الحجي العراق بابل

19/11/2021

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: