ذات مرارة
منيرة الحاج يوسف... تونس
كان تلاميذي أسرع مني في تلقف خبر فشل المفاوضات عندما عدت إليهم بعد راحة الرابعة سارعوا يسألون بكل خيبة ماذا بعد ؟؟انتهى العام الدراسي ؟ تآمرت رداءة السنين علينا ...لأول مرة رأيت انكسارا في عيني تقوى الجميلتين ...أما ميْ فلم تخف مرارتها ...تلك الزهرة اليانعة لا تكفي الكلمات لوصف تميزها في كل شيء.. زلزلني ذبول زهرتي.. كنت أرى دموعا تحتبس في المآقي.. أوجعني حزنهم وضياعهم.. وددت لو احتضنهم جميعا وأن أقنع أنس الذي تاهت منه الكلمات فعجز عن التعبير بعد أن استأذن للمشاركة...أي قدر قدرنا زملائي.. مكتوب علينا أن نحمل كل هذا الحب ولا أحد يدري مقدر علينا أن نجدف ضد التيار ...غصة القلب لا يجب أن تتجلى حزنا أمام جنتي الجميلة.. تحاملت على مرارتي وشرحت لهم أننا لأجلهم نصمد . لأجل هذا الشعب المفقر والجاهل والذي يسبنا علنا نتمسك بالمطالب المشروعة.. لأجل المدرسة العمومية المحترمة التي تحفظ الكرامة لا نتراجع..وفي كل نضال لابد من تضحيات لأن الحقوق لا تمنح بل تفتك...قد نخسر وقتا ولكن سنكسب كرامة وقيما..كانت رؤوس تلاميذي تهتز بالموافقة على كل ما أقوله وكان قلبي ينزف لأجلهم.. وعندما رن الجرس ودعوني قائلين لا نعرف إن كنا سنلتقي مجددا لكننا سنشتاق إليك..م
اترك تعليقا:
