-->

مابين كذبة امي وزواج ابي اضاعوني طفلا وافتقدتهم كبيرا.مهند جاسم الحمود

 مابين كذبة امي وزواج ابي

اضاعوني طفلا وافتقدتهم كبيرا...



كنت بريئا جدا
بحيث لا اكذب
منذ ان قالت لي أمي لا تكذب لانه قبيح
و الصدق نجاة
وعشتُ مع الصدق قصة حب عظيمة.
كنت اعيش وحيدا مع امي وفضائلها
كانت تنعتني بأبن صبار الصعلوك..
واصبح لقب يلازمني
اذ معه نسيت حتى اسمي
فأنا ابن الصعلوك وفقط
وهذا الصعلوك ابي لم اره يوما
اذ مات قبل ولادتي بأشهر
فأصبحت يتيما ابن صعلوكا
فقد كان بي لصا سارقا مخادعا
كان اميا لايقرا ولا يكتب
يسرق محلات الخضرة والباعة المتجولين
وكان مدمن خمر ومات من الادمان.
وانها اجبرت على الزواج به.
هكذا قالت لي امي..
فمقته وكرهته وهكذا استمرت حياتي
عشت ٢٠ عاما بلا اب
ولم اندم عليه كثيرا لانه لايشرفني
لا اعرف سوى امي التي ربتني وكبرتني
فاصبحت هي دنياي وحياتي
فلا يوجد احد افضل منها في كل هذا العالم..
لم تظلم الدنيا في عيني ولم احزن في حياتي سوى يوم مرضها ورقودها في المستشفى طيلة شهريين كاملين فقد عانت كثيرا ولكن المرض لم يسعفها ولم يعطيني الوقت الكافي لوداعها فقد اخذها مني مبكرا.
فعشت حزنا كبيرا عليها.وانا ارى صورتها في كل اركان بيتنا الصغير بحيث لم استطع ان امكث فيه ليلا الا واحلم ان روحها تطاردني وتحضنني وهي تبكي بحرقة
الا ان قررت ان ابيع البيت لما له من ذكرى مؤلمة قاتلة لا استطيع مواجهتها.
بعت البيت وتبرعت بأثاث البيت القديمة وبعض من اغراضها للفقراء عدا صندوق صغير كانت تحتفظ به وكثيرا ماكنت اشاهدها تحفظ به اشياءها .فكان غاليا علي فاحتفظت به لنفسي..
انتقلت الى بيتي الجديد انا وصندوقها الوحيد.
ولاول مرة اشتاق فيه اليها .
فهي لم تفارقني لحظة واحدة منذ ان ولدت فقد كانت ام واب في نفس الوقت.
فتحت صندوقها الجميل وانا اداعب صورة كبيرة لوجه امي الجميل. اين ذهبت وتركتيني.
وصور اخرى اليها صغيرة وكبيرة.
وصورة رجل لا اعرفه يرتدي زي ضابط بالجيش برتبة نقيب بثلاث نجمات بشوارب كثة بعينين جاحظتين صفراوتين، لم اعرفه فلم يكن لي خوال ضباط ولم يكن لي اعمام.
قلبت الصورة واذا مكتوب النقيب( صبار عبد مسلم)
ماذا يعني هذا فهذا اسم والدي!!!!
غريب لم استطع الرؤية من هول الخبر وضاق صدري واختنقت بالكلمات ودارت بي الافكار والاوهام والحكايات
من هو والدي.. صعلوك... ام ضابط..
وحديث امي واخبار امي وصدق امي.
لم استوعب الخبر والصدمة معا...
اخذت اقلب الصندوق وانبشه نبشا وابحث في ثنايا وقلب الصندوق وماذا يخفي من اسرار
تلك صور اخرى له ولكن مع امي. وهذه صورة لها ببدلة عرس مع نفس الشخص وتلك صورة مكتوب خلفها ذكرى الخطوبة( سامية مع صبار)
امي مع ابي.!!!!
يالله..
تكاد روحي تخرج من صدري وانا ارى صورة الرجل يحمل طفلا مكتوب على الصورة
انا صبار مع ولدي الحبيب ضياء وعمره ٤ اشهر فقط
ماذا.. هذا الرجل يقرا ويكتب!!!
وهذا رسالة من والدي بعثها لامي بعد ولادتي باشهر يخبرها
(( بان ترجع لبيتها وتجلب ضياء وانه لا علاقة له بقرار ابيه ان يتزوج بزوجة اخيه الشهيد وان القرار جاء من جدي وانه لا رغبة له بها وان زواجهم سيكون شكلي فقط وامام الناس فقط للحفاظ عليها وعلى ابناء اخيه وحفظ ارثهم..))
وهذه رسالة من امي اليه اجابة على رسالته بأنها ستطلب الطلاق وستأخذ ابنه منه وانه في نظرها ونظر ابنها سيكون ميتآ.
كانت الفاجعة الكبرى ان يستشهد والدي وانا لم اكمل عامي الثالث وهو بعيد عن امي وعني..
لذلك اصبح ميتا بالفعل لامي..
لذلك عيشتني بكذبة كبيرة ستكون وبالا كبيرا على حياتي
ماذا اقترف من جرم لتشوه امي صورته امامي وتجعلني اعيش اكبر كذبة بحياتي
كذبة ان تعيش وانت ابن صعلوك بالشارع والمدرسة واذا بالحقيقة تكتشف ان اباك ضابط كبير وان امك لم تسامحه لانه تزوج زواج ارغم عليه وانه بعد زواجه بسنتين قد استشهد وانه خلال تلك السنتين لم تنقطع كل محاولاته لارجاع امي اليه...
كم كبيرة هي احلامنا
كم كثيرة تلك السلاسل التي تقيد ايدينا وطموحاتنا
كم سيئ ذلك الحظ البذيئ الذي التصق بأول حرف من اسمائنا..
كم وكم هناك اناس بائسين... وتعيسين مثلي...

مهند جاسم الحمود

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: