-->

( إمرأة لكل العصور ),,,,,بقلم الاستاذ الكاتب والشاعر الكبير جراح بكير

 


هي امرأة لهذا الزمان ولكل زمان
تلقب بملكة الشجن الحزين وأنا وصفتها بقاهرة الاحزان
ولنبدأ معها من بداية المشوار
الاسم شهلاء عبد الكريم عزيز عواد الكاظمي
إمرأة بقيمة مئات الرجال متزوجة ولها ثلاث أبناء
سورية المنشأ عراقية الأصل عربية الاوطان
دكتورة في الفيزياء واستاذة بجامعة طهران
ومحاضرة في جامعة ياش برومانيا
متعلمة ومثقفة جدا تعشق الأدب والشعر كالماء والهواء
تجيد سبع لغات غير العربية ماشاء الله
فهي قاموس ومعجم في قلب إنسان
تكتب الشعر والقصة والمقال فارسة بلا جواد
في زمن ليس فيه فرسان
لها عدة دواوين جميعها مغلفة بالاحزان
ففي تراتيل شهلاء تصف معاناة الإنسان تفتش داخله
تشق الأستار
ومن أزقة الألم تطل علينا بأحاديث القلب الضعيف
المثقل بالألأم كطائر جريح يرثي نفسه بين أطلال
ومن خاصرة الألم تبكي كلماتها على حد سيف
ويبكي معها الإنس والجان
ومن خواطر الموت قراءة لواقع حياتها من الم
وضجر وحرمان
بأسلوب صارخ يرتجف شوقا وتلين له الجبال
وفي ديوان دعوني اموت ترصد حالات اليأس ولحظات
الضعف التي تشطر الروح وماتحملها من دموع وآلام
دواوينها تجوب الدنيا محلياوعربيا وعالميا تشد الرحال
كان والدها معارض لحكم صدام فأنتقلت مع أسرتها
من سوريا لإيران لموسكو وحاليا في طهران
هي مثقفة جدا لأبعد الحدود نشرت في الكثير
من الصحف الروسية والبريطانية والسويدية
بكل اللغات وفي كل مكان
عملت في بداية حياتها بإذاعة طهران
وتعمل حاليا مع والدها مديرة جريدة فن الفنون
الأوسع انتشار
تعرضت لكمية من ضربات القدر وما أقسى
القدر على الإنسان
حين يحرمنا من كل غال ويتركنا في سجن الأحزان
اشلاء في كومة متناثرة بين ضباب ودخان
بدأت من اغتيال والدتها وابنتها عند رجوعها لبغداد
فتغير كل المسار
ثم أصابتها بجلطة في القلب فجرت البركان
ارتدت على أثرها ثوب الاحزان وعزف الناي
وبكت السماء والنجوم والأقمار
مسها الضر وغابت شمس الفرح عنها ولم تشرق إلى الأن
ولم ترسل لها حتى سلام أو سؤال
تمتاز قصائدها بطابع الحزن الشديد
تجيد اللغة العربية الفصحى حد الإبداع
تكتب كلماتها من صميم قلبها وتطرزها باللؤلؤ
وكأنها راحلة ترتدي حلة الأكفان
وتجيد صياغتها كما تتراءى لها فتتساقط حروفها
على القلب رغم مرارتها بردا وسلام
وتعزف بالكلمات كعازف متمكن على الأوتار
طيبة القلب نورانية الوجه
كأنها ملاك أو حورية من الجنان
أطلق عليها لقب زهرة الجامعة وهي بستان من الأزهار
قليلة الكلام مسرفة في العطاء للإنسان


تعشق عملها عشق الأم لأطفالها الصغار
طموحها وآمالها الأرجوانية تشق الأرض والسماء
جعلت من مجلتها منبرا يخاطب كل الوطن العربي
في كل مكان
تجيدالإبحار في أنهار الفكر والأدب بلا إغتراب
تحب الجميع لا تعرف للحقد عنوان
شخصيتها قوية حتى في وقت المرض
لا تعرف اليأس ولا الإنكسار
مزقت أفق السحاب تحديا وأوقدت جذوة الضياء
وتقلدت ثوب الفروسية محاربة كفارس في الميدان
هي مؤسسة للعلم والأدب طموحة وفصيحةاللسان
هي امتداد لتاريخ الإبداع لهذا الزمان
كلماتها ستبقى بصمة في التاريخ مئات الأعوام
هي فخر لنا وللعرب في كل مكان
ربنا يحفظها لتبقى علامة مضيئة لأجيال وأجيال
بقلمي / جراح بكير

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: