بقلم / الكاتب الصحفي مازن جميل المناف
ان مهمة الشاعر الذي يبتغي ايصال الآخرين الى القلق دون ان يرسم القضايا التي تبرز التناقضات العابثة والجوانب اللامفهومة والزيف الكاذب يترك الناس في حيرة من امرهم يخضون في عباب ضبابي لا يعرف جذرية الابعاد والحقائق تكون غامضة ، انه يفعل ذلك ليخلو بعدئذ مع اخيلته وفنجان القهوه الذي بجانبه وليحدق في المتاهات في محيطه وبعدها يرمز للسعادة والحزن في الورق ويخط افكارا مثالية لزجة على السطور وينظر الى المارة وعابري السبيل باطلاته المعهودة ويركز نظراته في سيقان الجميلات ويلاحق كل شي جميل ومبهر ، ويقول بعد ذلك : القلب قد اضناه عشق الجمال والصدر قد ضاق بما لا يقال. ؟ كما يظل يجتر سأمه وزيفه وحسه السطحي في الوقت الذي تطوف باخيلته كل قضاية المجتمع التي يجمعها ويغنيها عالم ما وراء الطبيعة مثالي محنط .بعد ان خاض الشعر مجالات كثيرة في عوالم الاوهام والاحلام واخذ يشاطرنا الاحساس بالألم والعذاب فما عاد يتسكع في منتديات رثائية تبحث عن الشكلية في استقرار ملحوظ لا يجرؤ على اقتحام استشعار الواقع ومعاناته قد تعطي المعنى الاصيل للشعر في تجاوبه مع الآلام الجماعية او الفردية في العوالم البعيدة المعتمدة على الرمزية والغموض والابهام من هول المواقف التي تجر الشاعر بالاستمرارية ، وهو المعبر عن خلجات قلوب الاخرين وانسحاقهم تحت زحمة الضجيج الاجتماعي والنظم المتعسفة . والحاجة الى الكلمة التي تجعل من الشاعر يخترع المذهب ويصنع الخرافة ويصطنع الازمة الشعورية ويعاني القلق بشدة ويكتشف مئات الوسائل من اجل الوصول الى الانسان بداخله مما يدفعه الى حاسته الشعرية كلما ظلت الواقعات والاحداث ترفل في كثافة التمني والرمز مما يدل على الوهج المشع لابداع الشاعر ان كان في الكلمة او الانشاء او الصنع بتعاطي الرمزية دون الكشف عن وجه الواقع بوجه الحالك الكئيب في سوداوية الحياة وضبابيتها ورهافتها ودقتها .
اترك تعليقا:
