-->

إلى أرواحِ مَلائكةِ الأرضِ المُعذَّبينَ .. أطفالِ مَرَضِ السَّرَطانِ .. أَلَـمٌ حتَّـى المـوتِ محمود بريمجة - سُوريةُ .


قَلبي يعتصِرُ ألَماً
و صَدري مِرْجَلٌ يَغلي
و كُلُّ شِلْوٍ في جَسَدي عَينٌ تَبكي
لأجلِكَ يا صَغيري ...
فكيفَ أنساكَ ؟!
كُلَّما عايَنَتْكَ عَينايَ المُبتَلَّتانِ بالدُّموعِ
كُلَّما تأمَّلْتُ حياتَكَ
آوَيْتُ إلى رَبِّي شاكياً مُتضرِّعاً
و في جَوفِ اللَّيلِ قُمْتُ لأجلِكَ مُصَلِّياً
☆ ☆ ☆
ما ذَنبُكَ يا مَلاكي ... ؟!
لِتَؤُمَّكَ المَصَحَّاتُ ما حَيِيْتَ
يَطويكَ فِراشٌ و تُحاصِرُكَ آلافُ الإبَرِ
تُغَذِّي بَدَنَكَ الغَضَّ بالعَقاقيرِ
و أنتَ منْ كُلِّ شَهْوةٍ مَقصِيٌّ
و خَلفَ نافذتِكَ أُناسٌ يعملونَ
يحلُمونَ و يتأمَّلونَ ... و يتلذَّذونَ
و بحياتِهم يستمتِعونَ
و عنْ مأساتِكَ مُنصرِفونَ
☆ ☆ ☆
في كُلِّ يوم ٍتَزورُكَ عِلَلٌ جديدةٌ
و وُجوهٌ تَكدَحُ لإنقاذِكَ
تَهوي الشُّعَيراتُ منْ جَسَدِكَ
كَنُدَفِ الثَّلجِ البَريْئَةِ
و معها تطوفُ مَآقي والِدَيكَ بالعَبَراتِ
فلا حياةَ لهُما منْ بعدِكَ
و ليسَ لهُما سِوى التَّذلُّلِ
لِلَّذي وَهَبَكَ للحياةِ مَلاكاً
و قَدَّرَ لكَ الدَّاءَ و الابتلاءْ
☆ ☆ ☆
رُغمَ الأسى و المآسي
و ما دَهاكَ منَ الأشجانِ
تعشقُ وَجهَكَ الابتساماتُ
و تَوَدُّ روحُكَ أنْ تطيرَ
إلى دُنيا الفَراشاتِ ...
لِتَذوقَ ثَمرةَ الحياةِ هَنِيْئَاً
فلا يأسَ يُكسِرُ جَناحَيْكَ
و لا ظَلامَ يردَعُكَ عنْ مُغازلةِ الشَّمس ِ
☆ ☆ ☆
إلَهي ... ؟!
أَقدَّرْتَ لِمَلاكي ألَّا يُعاشِرَ سِوى الآلامِ ؟!
أَ وَهَبْتَهُ للموتِ و الشَّقاءِ ؟!
أَمَا منْ سبيلٍ لِدَفعِ البَلاءِ
و إخراجِهِ إلى نُورِ الحياةِ ؟
اللَّهُمَّ لا رادَّ لِقُدرتِكَ
و أنتَ الخَبيرُ بأوجاعِهِ
فأحدِثْ مُعجِزَتَكَ في شِفائِهِ
و أعِدْهُ إلى المَلهوفَيْنِ بَريْئَاً منْ أسقامِهِ
وَردةً نَدِيَّةً ... زِينةً بَهِيَّةً

محمود بريمجة - سُوريةُ .

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: