-->

ديوان ( وحيداً إلا من شغفي)) للشاعر حيان محمد الحسن)


ديوان ( وحيداً إلا من شغفي)
) للشاعر حيان محمد الحسن)
------------------------------------
سأم

سأمٌ لا حدودَ لهُ
صمتٌ يتساقطُ فجأة
عُريٌ يستأنسُ بالعزلةِ
 الجامحة
 نبضٌ يتيمٌ
يسري في عروقِ
 الوقتِ الجديب
 ضجيجٌ يعانقُ المساء
ريحٌ تغازلُ نشوةَ
 الأرصفة
 بؤسٌ يتعرَّشُ
عتبات البوح
 جرحٌ ينزُّ…
في ظلمةٍ حالكة
ضياعٌ يسدلُ ستائرهُ
 على أكتافِ الليلِ الكئيب
 حزنٌ ينشبُ مخالبه
في صدرِ الدروبِ المعشبة
سرابٌ يفرشُ جناحيهِ
 فوق شرفات الانتظار
زمنٌ… ..
يحصي حرائقَهُ
 يسكب التّعبَ
في خوابي النسيان
ويمضي في حالِ
سبيله.

________________________________
 (خواء روح)
آتيكِ… ..
كعاشقٍ مبلَّلٍ بالخيبة
 أشكو لكِ
عُرْيَ سنيني
واحتضار أنفاسي
على عتباتٍ من جمر
خاويةٌ روحي
 في عبورها الأخير
أثكلها زمنٌ شقيٌّ
 أورثني النّدم
 وشرَّدَ قطعانَ أحلامي
 دعيني يا حبيبتي
 أقصُّ عليكِ حكايةَ الغريب
 الذي ظلَّ يطاردُ ظلّهُ
 في الهجير
ولم يحظى إلا بالسراب
 وكم خذلتني الدروب
 ولفحت وجهي
 شمسُ المسافات
 متعبُ الخطا ياحبيبتي
تشتعلُ في ذاكرتي
 حمّى القصائد المنسيّة
ويتوهُ صوتي
في مدىً مقفرٍ
يلتحفني خوفٌ دفين
 وبينَ ضلوعي تتعانقُ
الآهات
 دعيني يا شهيّةَ القدّ
أغمضُ عيني
 على صبحٍ جديد
 علَّها تبرأ جراحي
ويهنأ قلبي
 بظلِّ غمامةٍ من حنين
وترحلُ أوجاعي
للبعيد
 فأنا مثقلٌ بوجدي
وشغفي
فامسحي عن أفقي شحوبهُ
وروّي عطشي العتيق
 قبلَ أنْ تجفَّ
 قبلاتي
 ويشيخَ فمي الظمآن
________________________________

تراتيل احتضار
 عندَ المساء
يسقط دمعي
انطفاءة حلم
 وانكسار روح
ويبحر الوجع
موغلاً في ضلوعي
 تراتيل احتضار
 آه يا هذا العمر
 البائس
دع هذا القلب
يستريح
واترك لذاكرتي
حرية التحليق
 متعبٌ أنا
من الزحف
 وراء سرابِ
 المسافات
مثقلٌ بالخواء
بوحي
 متخمٌ بوحدتي
 وانعزالي
 ومدايَ مقفرٌ
تتلاشى فيه
 نداءاتي
وحدهُ الصّدى
يعزف لحنَ
 خيباتي .

________________________________
محضُ سراب
أعرفُ منذُ البداية
 أنّكِ محض سراب
 وأنّكِ ستختارين الرحيل
 وتتركيني أجلدُ
بسياطِ الغياب
يا أيَّتها العابرة
مساءاتي الحالمة
يا من اشعلتِ
جذوةَ جنوني
وروّضتِ ارتعاشات
 نبضي
وعبرتِ بي
 حدودَ الوله
وأيقظتِ شهوةَ
بوحي
 وحرّرتِ قطعانَ
اشتياقي
 ونفختِ في روحي
لحن الصباحاتِ
العِذاب
 خطيئتي الكبرى
أنني أدمنتكِ كأنفاسي
 والتحفتكِ كظلّي
 الحزين
وكنتِ ساذجة
واستسلمتِ لغوايةِ
قبلاتي
وعزفِ أصابعي
ارحلي بصمت
 فأنا سألملمُ
ما تبقى من حطامي
 وأغفو بكلِّ شقائي
 على رصيفِ العمر
 ارحلي دونَ وداع
 واتركيني احترق
 بظلِّ خطاك
 وأطوي صفحةً موجعة
 في دفتر انكساراتي

________________________________

على حافَّةِ حلم
 ها أنذا ألملمُ
آخر أوراق انطفائي
وأصعدَ سلالمَ النعاس
 خفقةً خفقة
مخموراً بهمسكِ
الخجول
وعطركِ الهارب
 من لثمِ الشفاه
أوقدُ شمعةً
من حنينٍ وشغف
 وأغفو بأوجاعي
على حافّة حلمٍ
يحتضر
 وأفتحُ نوافذَ قلبي
لعصافيرِ الصباح
وأشرّعَ مراكبي
 لاحتراقِ الفصول
ها أنذا أنثرُ
في المدى صخبي
وأفرشُ للحالمين
موائد الحكايا
وأبقى مستأنساً
بعزلتي
وعُريَ جراحي
 وحدهُ الوقت
يلتحفُ خوائي
 ويسافر بي
 نحو الهلاك….!

________________________________

أوجاع الغياب
 في غيابكِ……
ينهشُ الوقت جسدي
 يخنقني أنيني
 وحنيني
 والأشواق ألملمُها
عن ضفاف القلب
 في غيابكِ… .
تبتّم البوح
على شفتي
 وصارت مقلي
 أشرعةً للعبور
 ودمعي…
تراتيل نزف
والروح مسافرةٌ
في أقاصي عريها
 وأشواقي الجديبة
أبعثرها مع الريح
 حيثُ تلكَ الغيمة
الشاردة
في كبدِ السماء
 تهمسُ لي وتنوء
 وجعاً ممطراً
أوقلقاً
شقَّ ثوبَ الانتظار
وراحَ يخطو في عجلٍ
باحثاً عن نسمةٍ
حالمة
أو ثمَّةَ رصيفٍ دافئ
 يغفو عليه
 بفيَّة اغترابه !

________________________________

رصيف احتضاري
حينَ يشتدُّ بي الحنين
 وتعصفُ ريحُ الأيام
وتُعلنُ روحي انطفاءها
يشتعلُ الوقتُ ضجراً
والدّروبُ جمراً
ويخبو ضجيجُ المسافات
ويصبح خافقي
 شراعاً للسفر
وضلوعي… ..
مجذافاً يصارعْ الموجَ
العنيد
وتبحرُ ذاكرتي
في أقاصي الحلم
تلملمُ ما تستطيع
 من خيباتٍ
 وانكساراتٍ
وتتركُ بقايا جسدي
 تثقلهُ الجراح
والأحزانُ العتيقة
أنا الشّريدُ الكئيب
على أبوابِ الدّمع
مهزوم البوحِ والفرح
 معطوب الأماني
أترعُ كأسي الأخيرة
 وأقرأ فاتحةَ الخلاص
 وأنامُ بصمتٍ
 فوقَ رصيفِ
 احتضاري

________________________________

متورطٌ في عينيها
متورطٌ في عينيها
ويأسرني السّحرُ
والكحلُ
ولحظٌ جارحٌ
حدّ الانطفاء
ورمشُ ظبيٍ
يشرّدُ الذاكرة
 ويخطفُ الأنفاس
 متورطٌ في الشفةِ
المتوثّبةِ
 المتأجّجةِ بجمرٍ
 يتلظَّى
وشوقٍ ينتظرُ
 أنْ تلبسهُ
شهوةُ الفتكِ
يا وَيْلَ قلبي
إذا أعلنتْ شفتها
النفير
وفاحَ من نهدها
العبير
 يا وَيْلَ قلبي
إذا أرختْ فستانها
وطارَ عصفورُ شوقها
 المذعور
 يا ويلها يدايَ
 المرتعشتانِ
إذا دنا صوبي
خصرها المثير
وناداني في اشتعالٍ
عنقودُ كرْمها النَّضير
________________________________


بينَ ضلوعي
 أبعدتنا الدروب
 وأرهقتنا المسافات
 من أين تأتيني المواجع
 وتعصف بوجهي
أحزان العمر الشقي
 يتعرّش بنبضي
صمتٌ عابث
 وفي ضلوعي يختنقُ
الحنين
 وعلى وقع خطاي
 تنزف الريح
 ارتعاشات بوح
وأنين
وترسم النداءات
 حدود انطفائي
هاربٌ ببؤس
وعري أحلامي
في عتمةِ الشرود
مدمنةٌ أيامي
على اجترار الأرق
 والتحاف الفجيعة
 ها أنا……
أمضغُ أهاتي
والقلب متعبُ
 التنهيد
 ومدايَ حريق
 والصدى مثقلٌ بالهمّ
مثلي
يردّدُ في وجوم
أناشيد الذهول
 لستُ سوى ظلٍّ للقفارِ
الجديبة
فقد طال مكوثي
تحت حصارِ الهجير
 وهدّني الظمأ
على تخوم الصبر
مصلوبةٌ أمانيَّ
والضفافُ سراب
وعلى الطلولِ
تعزفُ جراحي
لحنَ الصباحاتِ
الراحلة
________________________________

طائرُ الشوق
 يا لهذا الصباح
 يَحطُّ طائرُ الشَّوق
 على شرفاتِ اللّهفة
ينقرُ نوافذَ الشرود
 يغازلُ قطرات الطّل
ويتركني…
 أتأبطُ حائراً
مخدّة أحلامي
 وأسافرُ بصمتي
 فوق غمامٍ
من وَلَه… .
 ومدىً…
 لا انتهاءَ لهُ!
يا لهذا الصباح
يلتحفني طيفكِ
 كمعطفٍ من جمر
يشعل بدمي
جمر اللقاءات العتيقة
وقبلاتٍ مازالت
تتعرّش فوق
شفاهنا السُمر
يا لهذا الصباح
سأتيّمم بندى عطركِ
وأتلو ما تيسّر
من أدعية العشق
 فأجراس الفرح
 تُقرع
ودرب العشقِ
 قد أزهر.
________________________________

فاتحة الجنون
 كيفَ بوسعي
أنْ أقيسَ مساحةَ الفرح
 وأنا قابَ قوسينِ وقبلة
من ذراعيكِ
وأنْ أعدَّ دقائقَ
انطفائي وانعتاقي
 المنتظر
 كيفَ بوسعي
اقناع نبضي
 بأنْ يكفَّ عن الضجيج
لحظة العناق الرجيم
قدْ لا يسعفني شغفي
واحتدام أنفاسي
أمامَ انهمارِ النّدى
فوقَ اللؤلؤ المثير
وشهوةِ الحرير
 كيفَ بوسعي
 أنْ استوعبَ كلَّ هذا العطر
المتدفّق من مسامِ
اللَّهفة
وأنْ ألتحفَ غمامك
الماطر
وكلَّ هذا البياض المتناثر
 حولي
 كيفَ لي أنْ أقرأ لعينيكِ
 قصيدةَ شعرٍ مجوسية
 ولهيبُ شفتيكِ
يحاصرني كبركانِ ثارَ
 لتوّهِ
كيفَ لي أنْ أنثرَ شغفي
وبوحي
في مداكِ المشتهى
وأنا… ..
لم أزلْ في أولِ بابٍ
 من فاتحةِ الجنون.
________________________________


(سرُّ الهداية)
أعرفُ أنَّكِ أنثى الفصولْ
 وأنكِ تَقُضّينَ مَضْجَعَ الحُلمْ
وفي عينيكِ……
يَتَبَرْعَمُ فَرحُ العُمرِ
 الوليدْ
 يا مسافرةً في صَليلِ
ضُلوعي
 كظلّي العتيقْ
 يا متعرّشةً نَبْضَ أيَّامي
أنا المَنْفيُّ
 في أقاصي الوجدْ
تُطاردني مَخاوفُ
 زمنٍ ضريرْ
ويُرهقني عَويلُ المسافاتِ
 الشريدةْ
أنا المخمورُ بالتَمَنّي
 وقدمايَ تَصعدانِ
 سَلالِمَ النَّشْوَةِ
 لا يَفْصِلُني عنكِ
إلا رَعْشَةُ مُتَوَقِّدَةٌ
وقبلةٌ على حافّةِ احتضارْ
خُذيني إليكِ
بكلِّ هذا الجُنونْ
وكلّ هذا الإنطفاءْ
مسافرٌ أنا يا حبيبةُ
وأحضانُكِ… ..
مَحَطَّتي الأبديَّةْ
فأنتِ سِرُّ هِدايتي
ومِنْ عَينيكِ
أهتدي للطَّريقْ
________________________________

(آخر أوراق الخريف)
وأنا ما زلت
 أتنفس عطرك الخريفيّ
 متأبطاً ذكرياتي معكِ
وأجمع أوراقاً تساقطت
 على غيابك الموجع
 موحشٌ خريفي بدونكِ
كالكوخِ المهجور
نوافذه محطمة
 وصريرُ بابه يقلقني
 أنا يا حبيبةُ
 أنام بلا أحلامٍ
بلا أمنيةٍ أحبسها
بين ضلوعي
بلا قبلاتٍ…
 تصبّر شغفي ليومٍ آخر
 تخنقني الوحدة
 ويأسرني الحزن العتيق
 لنبضي صهيل
ولجرحي ألف نزف
 مازالَ خافقي
 يتهجّى حروف اسمكِ
طعنةً طعنة
 ودمي… ..
يضجُّ الحنين به
 وروحي…
 على حافّة الانطفاء
________________________________

(كأسي الأخيرة)
 عندما يأتي المساءُ
ويُسْدل ستائرَ شحوبهِ
يجتاحني الحنينُ بغتةً
ويفوحُ منْ ضلوعي
 عطرُ هواكِ
أنا المطعونُ بالهجرِ
أنا الغريقُ
بدمعِ النَّحيبِ
وأحضانكِ الكانت غابتي
 ومحطاتُ جنوني
وسريرُ انطفائي
 صارتْ سراباً
ولمْ يبقى سوى طيفكِ
 وأنيني
واحتراقُ كأسي
 دروبي أهلكتها المسافاتُ
طالَ ليلُ احتضاري
وشقائي
وبؤسي
 عجّلي يا حبيبةُ
 فأنا على حافّةِ
الأرقِ
وأخافُ أن يموتَ البوحُ
على شفتي
 أخافُ أن تذبلَ ورودي
الحالمات
ويتعرَّشُ الصَّقيعُ
رعشةَ أحداقي
 أنا السَّجينُ أنا
وهجركِ سجّاني
أنا الطَّريدُ أنا
وفي أزرقِ عينيكِ
 برُّ أماني
________________________________


وحيداً إلا من شغفي
ها…..
نوافذي طافحة بالغياب
 مشرّعة لهبوبٍ محتمل
 وكأسي المحترقة
أعلنت نفيرها
 وهذا الخافقُ
المسجَّى على تخوم
التّعب
يعاقره ضجرٌ عنيد
يضيق به المدى
وتصهل في خوائه
 خيول الرغبة
 يفلقني هذا الليل
العابث بدمي
وحيداً إلا من شغفي
أتلو على أيامي
 فاتحة النّزف
وأتوه في عتمة الردى
غير آبهٍ بالنهايات
مصلوبةٌ روحي
على قارعة اللهفة
تغزوها هواجس عمرٍ
 هارب
ها أنا……
وكأسي
ونوافذي
وليلي
عبثي
 وانتظاري
 على حافّةٍ من جنونٍ
 وانطفاء .
________________________________

(مثقلُ الخَطْوِ أنا)
في دمي نشيجٌ يُضجرني
 يَسفحُ بياضَ صحوي
 يُشْعلُ في المدى الظامئ
قصائدَ نزفٍ
منْ وحي حطامي
تبّاً لحلمٍ أرّقَ جفني
وأغوى جراحي بالصّهيلِ والتمنّي
 في دمي نشيجٌ عابثٌ
يؤرّقُ بوحي
وفي فمي تختنقُ النّداءاتْ
مَنْ يُخبرُ الرّيحَ على السّفوحِ
أنْ تُوصدَ أبوابَها
وللدّروبِ أنْ تستريحْ
مثقلُ الخَطْوِ أنا
وظلّي يتلاشى
تحتَ وطأةِ يأسي
مطعونةٌ روحي
 تتابعُ في وضحِ النهارِ عَزْفَها
أنا القابضُ على حزنهِ
 كلّما ضاقَ بيَ الوقت
 تتّسعُ في عيني شمسُ المتاهة
________________________________

أحلام
 أحلامي….
بعثرتها الدروب
 الجديبة
وتتاثرت كورق
 الخريف
على كتف رصيفٍ
هرم
رصيفٍ منسيٍّ
كظلّي الشاحب
 أيامي…..
زحفٌ دائم
 خلف سرابٍ لاينتهي
 أنا الجريح
 وفي خافقي
 يشتعل الحنين
 وبين ضلوعي
 تضجّ أمنياتٌ
 يتيمة !
ألامي… ..
سأهبها للريح
 أغنية…
يرددها الصدى
في وحشة التخوم
وحده دمعي السخي
يبقى الشاهد الوحيد
 على مرثيّة
 الوداع الأخير
________________________________

شغف
 كلّما دنوتُ
من شفتيها الكرزيّتين
أورقَ ندى الصبح
فوقَ حمرةِ خدّيها
 وضجَّ الكحل الغجري
 في أحداقِ لهفتها
 ونامَ الفرحُ
هانئاً في رعشةِ
راحتيَّ
 واشتعلَ الوقت بالأحلام
 وصارت القُبل
فراشاتٍ سكارى
 توقظُ على عجلٍ
 جمرَ الناهدين
وتغيبُ في غمرةِ
السّكر
أصابع اشتياقي
ويحترقُ في صمتٍ
شغفي الدفين
أنا الظامئ الأبديّ
وأحضانكِ ارتوائي
وانطفائي
 آهٍ يا رفيقةَ ظلّي وتعبي
 يا سارقةَ هنائي
ما أشقاني
وأنا أحصي أنفاسي
 في ليلة الجنون
الأخيرة.
________________________________

قابَ قبلتين ولهفة
 وكأنَّنا للتوِّ صَحَوْنا
منْ غفوةِ الحلمِ
الحرون
والَّليلُ العبثيُّ
يُشعلُ حرائقنا
يَسترُ عُرينا
 الأبديّ
 والوقتُ….
قابَ قبلتينِ
ولهفةٍ
يتثاءبُ خلفَ غيمةٍ
سكْرى
وحدها ارتعاشاتنا
كانتْ تُبدّدُ أرقَ
 اللحظات
والفجرُ المخمورُ
يُحيكُ في عجلٍ
مؤامرتهُ الأخيرة
ويفضحُ بعدَ انتظارٍ
 سرّنا المحموم
وكأنَّنا للتوِّ خُلقنا
 آدم وحواء الخطيئة
 وحدها تفاحةُ الشَّوقِ
ظلّت تنتظرُ بشغفٍ
 لحظةَ السّقوط
________________________________
احتراق
أنا لم أنتظر أن يسقطَ
الرّطب بينَ يديّ
ولم يكنْ في نيّتي
هزَّ جزعَ النَّخلةِ
 فتفاحُ خدّيكِ يكفيني
 واحتراقُ شفتيكِ
 في مخدعِ صمتي
 يؤنسني
 أنا لستُ على عجلةٍ
من أمري
فالمسافةُ بيني وبينكِ
مقدارُ قبلة
 وارتعاشةُ نهدٍ
 ظمآن
________________________________

أرصفة وضياع
 على أرصفةِ الضياع
مشيتُ بلا أحلام
مشتَّت الذاكرة
 عمري يُكَلّلهُ اليأس
 والنَّدم
 والضجيج
تعرَّشتْ بروحي
أحزانٌ رمادية
وكآبةٌ مُفرطة
 تجلدني بسياطها
مع كلّ رعشةِ حنين
تنتابني
ويزحفُ الخوفُ
 في الخفاء
 ينثرُ فوقَ جسدي
غبارَ العجز
ويصلبني… ..
في العراء وحيداً
 إلا من ظلّي وشقائي
تتساقطُ حولي الخيبةُ
والحسرةُ
ويُعانقُ دمعي
رمل الضجر
وزمني المقهور
 يتسكّع في أزقّة النسيان
تائهٌ في لجّة الزرقة
وليلي… ..
مسيَّجٌ بالنعاس
 والألم
وجراحي تَحْتَضر
في صمتٍ
 فوقَ أرصفة الضياع
________________________________

عابرُ حنين
مؤلمةٌ فصولُ الانتظارْ
باردةٌ هي الصباحاتُ
 كعاصفةٍ هوجاء
كشتاءٍ ملَّ الغيمَ
 وشاخَ قبلَ أوانهِ
غريبٌ وحزينٌ أنا
وحدهُ الرَّصيفُ
يغطي عُرْيَ أحلامي
 والرِّيحُ تَصفرُ بدمي
والعابرونَ هذا اليباسَ
 لايصيخونَ السَّمعَ
 لعابرِ حنينٍ
أنهكتهُ الدروبُ
وحطَّمتْ أضْلُعُهُ
الانكسارات
 يا أيَّها الليلُ المضمَّخُ
بالوجعِ
أزِحْ ستائرَ الشُّحوبِ
دعني أبصرُ الدِّفءَ
 فيدايَ ترتعشانِ شوقاً
وأنا مازلتُ أتوكأُ
على ظلِّ جراحي
 وأعبرُ ظلماتَ الوهمِ
غيرَ آبهٍ بالصَّقيعِ
 مادامتِ الأرصفةُ معطفي
 وهذا المدى الواسعُ
قبريَ المُنْتَظَرْ...!
________________________________

طيف
يفاجئني طيفكِ
 في أحلامي
 يوقظ شغفي
 يُداعبُ وجهي
 بأصابعَ من حرير
 ينثرُ حولي
 يُشعلُ في جوانحي
 قناديلَ اللهفة
 يُهدهدني بيديه
 يُبَدّدُ أرقي
 ويُكَحّل أجفاني
 بالومض
 يرسم بالسحر
 احتفاءات مداي
 ويوغلُ ارتعاشاً
في نبضِ جرحي
 يغزو ذاكرتي عنوةً
 يتغلغلُ بينَ شراييني
 مثلَ الحلم الورديّ
يُعانقُ بوح شفتي
يسكنُ هدأةَ الروح
يسافرُ بي
إلى أقاصي البهاء
والجنون
ويعيدني… .
كما كنت
 عاري المنى
بلا ظلّ
كعاشق ثمل
 على أرصفة التعب
 أشحذ الفرح
 لخافقي المطعون
 والدفء…
 لأرمّم ما تبقى
 من انكساراتي
________________________________

طقوس اغترابي
 تأسرني تلكَ السُمرةُ
 الآسرة
وأشتهي حدّ الجنون
 أن أتوهَ في هذا الظمأ
وأتحررَ من قيدِ خوفي
 وأفكّ طلاسمَ الشفاه
وأملأ خوابيَّ العطشى
بعطرِ الرضاب
 والشهدِ المُذاب
سأبقى مترنّحاً
 كعصفورٍ ثمل..
ما بينِ الشفةِ المرتعشة
والنَّهد المتحفّز
 أقيم بمعبدكِ
طقوس اغترابي..
وصلاة شغفي
عانقيني بلا خوف
 بلا حذر
فالصقيع يتربّص بنا
 والضوء أنشب مخالبه
 فوق مخدّة احتراقنا
وقبلاتنا… .
أفلتت من قيودها
 هي الآن
على أهبّة الانصهار
________________________________

ليتني عصفور
 ليتني عصفور
 أحطُّ كلَّ صباحٍ
 على نافذةِ أشواقها
أوقظُ بشغفي
 صمتَ شرودها
 لنْ أطيلَ مكوثي
 قرب حريرِ خصرها
ولنْ أدنو من شفتينِ
مشتعلتينِ
بالسَّكر
ولنْ أسرقَ
 قبلةً من أحلامها
سأحاولُ أن أكونَ
عطراً في دفترِ
 أيامها
 سحراً يعانقُ
تفاحَ خدّيها
وقبلَ أن أطيرَ
 بعيداً
 سأقطفُ حبّةَ عنبٍ
 تخمّرت
 في كرمِ نهديها
________________________________

همسة عتب
 منذُ ولادتي
رسمتُها
 بألوانِ قوسِ قزح
 دروبَ انكساراتي
 ومرّنتُ خُطايَ
 فوقَ لظى جمرها
جيئةً وذهاباً
منذُ ولادتي…
وأنا أتهجّى حروفَ
 القهرِ
 شهقةً… شهقة
 وأحصي طعنات
العمرِ الشقيّ
لا حدودَ لصبري
 لا نهايةَ لأحلامي
لا وطنَ لحزني !
________________________________

عاشق بدائي
كعاشقٍ يتهجّى
حروفه الأولى
في محراب اللهفةِ
 والهوى
أجيئُكِ……
بكلِّ قداستي
وسذاجتي
 وأوغلُ في ظلالِ
 النّهدين المتوثبين
يبلّلني الشوقُ
 حتى أخمص شغفي
 ويُشعلُ في نبضي
شهوةَ الوصل
وكجاهلٍ بأبجديةِ
النساء
أفرطتُ باحتساءِ
النّبيذِ المعتّقِ
 في شفاهٍ
على أهبّةِ الفتكِ
 وجِلً أنا كعادتي
 وبدائيتي تفضحني
 خدرٌ أعمى يجتاحني
وذاكرتي مشتعلةٌ
بالوهمِ والجنون
وأصابعي الحمقاءُ
منشغلةً في قراءةِ
التفاصيلِ المبهمة
أحاولُ فكَ طلاسمَ
النّهدِ المتوثّب
 والمرمرِ المتمرّد
الرغبةُ تزحفُ ببطءٍ
 عجيب
 تكاد نارها تلفحني
 وفمي في غيبوبةٍ
 وهلاك
أرتّبُ بدقّةٍ ضياعي
على الصدرٍ هائج
 وبكاملِ توجّسي وشقائي
أبحرُ نحو ضفّةِ
 البهاء
لأتوحّدَ مع الضوء
فجسدي جمرٌ يتلظّى
 وقلبي الغضُّ
 على حافّةِ الغرق
 يكادُ يحترق
 ثملةٌ أنفاسي
يحاصرني عطركِ الفاضح
 يا أنثى من رخامٍ
وياسمين
 عيناي تحدّقانِ
في فراغٍ مخيف
 وروحي ترقدُ مطمئنة
وحدهُ الوقتُ… .
 يترصّدُ لهمسي
وقبلاتي المسروقةِ
ودخولي في محراب
 الوله….

________________________________
لحظة عناق
 وحيداً…
كغريبٍ بائسٍ
 في القفارِ البعيدة
 يصفعني الهجيرُ بقسوةٍ
ويخنقني هذا السرابُ
المتعرّشُ أحداقي
 أنا المنفيُّ
في صحاري القلقِ
والخطايا
 أصارعُ بأملٍ هارب
 وحشَ يأسي
 يظلّلني الخواءُ
وغمامٌ أسكرتهُ
 تراتيل خافقي المطعون
 تتقمص الأحزانُ روحي
 ويلتحفني غبار المسافات
 فأرتحلُ في متاهاتٍ
 لاضفافَ لها
فأراكِ كمهرةٍ مطهمةٍ
تسرجينَ شهوةَ أحلامي
 وتصهلينَ في مروجِ ضجري
 فيشتعلُ بين ضلوعي
 جمرُ الاشتهاء
 كلّما اقتربَ ظلّكِ من جسدي
أزهر الشغف بدمي
وضجّت أوردتي
وتأججت مراجل لهفتي
 ونَمَتْ على شفتي
 براعمُ الغواية
 وصارت أصابعي أنجماً
تومضُ بالفرح
وحدها الروح ثملة
 لحظةَ عناقٍ قد يطول.

________________________________
لا تتركيني وحيداً
 أنا أمقتُ الانتطار
ونافذتكِ الموصدة
بالاشتعال
 تزيدُ منْ شهقاتِ خافقي
 الشغوف
 وهذا الليل العابث
 يدثّرني بوشاحِ القلق
 والرّيبة
ونبضي الحارّ… .
يُرتّلُ في عَجَل
 أدعيةَ الخشوعِ والشوق
 عينايَ..… ..
تُحدّقانِ بزجاجٍ يتشظّى
 لهفةً وانتشاء
 ولهيبُ أنفاسي
 يرسمُ في انطفائهِ
حروفَ رجاءٍ
 وارتعاشاتِ حنين
 وأنا الجاثمُ… ..
 تحت رحمة نزفي
أعجزُ عن فضّ
بكارةِ الصمت
 وترويضِ خيولَ الرّغبةِ
 في أحداقي
 ليتكِ…… .
تشرقينَ وتُحرّري
 طائرَ الغرامِ بصدري
وزوج حمامٍ
ملَّ ثوبَ الانتظار
 ليتكِ…… .
تشرقينَ وتنثرينَ العطرَ
 في يباسِ حقولي
 لتزهر فصولي الحانيات
 لا تتركيني وحيداً
أعانقُ ظلّكِ الهاربِ
في متاهاتِ اللحظةِ
 الباردة
وأغفو على رمادِ
بؤسي
 فعجّلي بالهطول
 فروحي سكرى
 وغمامكِ يروي ظمأي
وأخافُ يا حبيبتي
 أنْ يمرَّ ربيعكِ هباءً
ولا أهنأ بكرزِ اللهفةِ
وشهقةِ الدّراقِ المذابِ
في خوابي سُكْرِنا

________________________________
 ( النّزيف الأخير)
 أنثرُ أحلامي
 على دروبِ المساءِ
الجريحْ
وأمضغُ وجعي المسجَّى
 على شرفاتِ الرِّيحِ
الهاربة
 وأرسمُ ملامح ظلّي
الكئيبْ
 في صحارى منْ ضجر ٍ
وحطامْ
حزني……….
أدمى أجفانَ البوحِ
وأبكاني
 شرّدَ الروحَ والذاكرة
وأيقظَ الحنينَ الغافي
 كلُّ الأرصفةِ
 كلُّ الدروبِ
 شاهدتْ قساوةَ عمري
وانكساراتَ ذاتي المرهقة
وعلى رمادٍ منْ حرمان
 تساقطَ دمعي
 كحبَّاتِ الثلجِ
 فوقَ تربةٍ جديبةٍ
 جنونيةٌ خفقاتُ قلبيَ
المسفوحْ
صمتٌ أرَّقَ أيَّامي
 وقدمي………
تستحثُّ الخطا
 فوقَ جمرِ المسافاتِ
أبحثُ عنْ منفىً لضياعي
 عنْ ألمٍ يلملمُ تعبِ العمرِ
 ويَلتحفني مثلَ كفنِ الرَّحيل
 آهٍ… ..يالاحماقاتي
 قدْ اصفرّت أمانيَّ
 في زحمةِ الوجعِ
 وتعرّى الصَّمتُ
في عتمةٍ منْ يأس
 وتثاءبَ الوقتُ
لصدى عذاباتِ الرُّوحِ
في نَزْفَها الأخيرْ
________________________________
عيناكِ
عيناكِ هما وطني
 وأحضانكِ ملاذ
 أحلامي
 متعبٌ أنا… .
من كثرة الترحال
 ازرعيني بين ضلوعكِ
 كنسمةٍ حائرة
وضمّدي جراحَ
اشتياقي
 فخافقي… .
 أعياهُ النّزف
خلفَ نوافذ هذا
الليل الشريد
هيا انثريني
 كورقةِ خريف
 على رصيفِ أيامكِ
 وأصلبيني بين ذراعيكِ
 حتى يوم قيامتي

________________________________
لا توقظي لهفتي
 أيّتها العابثة بأحلامي
المتعرّشة جسدي
كظلّي البائس
 الملتحفة دروب ضياعي
ترجّلي عن صهوة
حزني
 فأنا فارسٌ مهزوم
فكلّ معاركي وهم
 وسيفي صدأ يا حبيبتي
 اتركيني أنعم بوجعي
 ووحدتي الآسرة
 لا ترتمي على سرير أفكاري
كقطّةٍ أنهكها الجوع والسهر
 لا توقظيني…
في آخر رعشةٍ للجنون
فحلمي ياصغيرتي
 مفزعٌ كعادته
 ويوشك على النهاية
 لا تبلّلي مخدّة احتضاري
 بلهاثكِ المثير
 خذي ما تشتهي من دمي
ودعيني أكمل مراسم الرحيل
لا توقظي لهفتي الحبيسة
وشغفي الوليد
 اتركيني كما أنا
 عاري الأحلام والمنى
 مستأنساً بعتمتي
 وليلي الطويل…..
________________________________
 (آهات مغتالة)
 وتباعدتْ خطاوينا
 كوانا جمرُ الخطيئة
واصفرَّ دَمعُ مآقينا
ولفَحَتْنا شمسُ
 المسافاتِ الهاربة
 لمْ تَعُدْ لشفاهُنا
رغبة بالقُبَلْ
 أضحتْ لا تَصْلُحُ
 حتّى للبوحِ
 داهَمَها اليباس
 والحيرة
دَمُنا شاحِبُ النِّبْض
يتراقصُ باستهزاءٍ
في عروقِنا الثَّكْلى
ليلُنا أسْدَلَ ستائِرَ
جنونهِ
 وأعلنَ رحيلَهَ المزمن
 في فضاءاتٍ جديبة
هَمْسُنا اغتالَهُ الوقت
 قَضَّ مَضْجَعَ أحلامِنا
أجْهَضَ بيضِ أمنياتنا
وتركنا نجْتَرُّ الأحزان
 ونلوكُ الخيبةَ
 كلَّ مطلعِ قهرٍ
وفيضِ دمع
 خانَتْنا الأمكنة
 أبكتنا دروبُ السّراب
أدْمَتْ أجفانَنا الأسئلة
 ظِلَّنا ملَّ الانتظارْ
وشاخَتْ أرصفةُ العمر
 أرواحنا تُجْلَدُ بلا رحمة
 تحتَ وطأةِ النّحيب
ولجراحنا صهيلٌ
وصليلُ نزفٍ مقيتْ
 كلَّما حاولنا الخروج
منْ دوَّامةِ اليأس
تُغْرِقْنا الهزائم
 وتلْعَنُنا الحياة بِسُخْطِها
تَدوسُ على رقابنا
بعنجهيّة
 لا سبيلَ لنا في هذا المدى
 المُقْفر
 سوى اقترافِ الوجعِ
 والصَّمت
والتَضَرّعِ للإله
 بأن يستعجلَ طوفانهِ
 لم تعدْ هناكَ رغبة
 في الصراخ
 نَبَتَ الشوكُ
في حناجرنا
 وأجدبَ غمامُ الأمل
عُمرنا مُسْتباحٌ
 وآهاتُنا مغتالةٌ
 تَتربَّصُ بنا الفصول
 يعرّينا الوهمُ والخوف
 ونحن نشحذُ الفرح
على عتبات الصقيع
 أقدامنا متعثّرةُ الخطا
 تستحثُّ سيرها
نحو المِقْصَله
عتمةٌ أحكمتْ سَطْوَتَها
خواءٌ أبكمٌ
استغاثاتٌ أليمة
 وحدَهُ الصدى…..
 يَحفظُ عنْ ظهرِ أسى
 تفاصيل الفاجعة……!
________________________________
يا وجعي العنيد
 أيا وجعي العنيد
و قبلة أحلامي
 يا نبضاً يقلقُ
صحوي
 يا جرحاً يوغلُ
في عتمةِ ضلوعي
 يا سَكَراً يسكنُ
 أحداقي
 كوني مرسى جنوني
 والمنفى لتعبي
 و ظنوني
 يا طهرَ اللحظات
 في حلكة أيامي
 يا خدراً أعمى
 يسري بشرياني
 يا شهقة قلبي
 المكسور
ورعشة أجفاني
خذيني إليكِ… .
 بكلّ شقائي
 وضياعي
وإلحادي وإيماني
خذيني إليكِ… .
ببدائيتي وحماقاتي
وضمّدي باللهفةِ
 نزفَ صباحاتي
تائهٌ أنا… .
لا وطن ألوذ به
 إلا أحضانكِ
فأنتِ الهناءَ لروحي
 وسرُّ وجودي
 وفي عينيكِ
فاتحة الخلود
________________________________


شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: