والدي الكريم عبد الكريم
يا ملاكا على هيئة إنسان
وبدونك ، أتلاشى ، دخان
إني أتبخر ياوالدي
إني أتناهى بتمهل
يشعرني بدفىء الإيمان
لأصير بقايا إنسان
إني أفتقد إلى قلب
أنت الحب بلا جدل
يجعلني أجتاز مُصابي
يوصلني لبرّ وأمان
يافخر الفخر الفتان
في قلبي أنت الوجدان
كم أشتاق إلى رؤياك
وأنا في غمر الهذيان
إني اليوم أتوق لقلب
ينسيني كل الحرمان
في ذروة شوقي أهواك
فتغير جفوني من عيني
أتذكر نُبلك في صحوي
لتكحل بالنوم العينان
ويطير النوم من الأجفان
والنسيان يولد أشجان
فهل ياترى ، تتذكرني
أم أني في طي النسيان
فالذكرى تمنح تعظيمي
أنت شمعة تحرق نفسها
أني أوشكت على الذوبان
لتنير دياجير الأزمان
فلتذب في قلبي قليلا
كشمع في قالب شمعدان
لأشعر بامتزاج عواطفنا
بحري قد كف عن الهيجان
أين أنت مني ، من وحشتي
ضاقت بي كل الأركان
ماعدت طليقا ، بل إني
مصلوب بين الجدران
وعصتني رمال الشطآن
ولنقلع غرس الشيطان
فلنحيي الحب بداخلنا
في البحر نفجر بركان
وللنبقى رمزا للصحبة
في كل مكان وزمان
ولنغرس بذر اخوتنا
ولنطع الله بوحدتنا
وأذوق عذابي ألوان
ولنعزم للشر العصيان
مطر أنت يبللني
غيث فياض شنان
آه من غيثك نيسان
قد أحيّا زهر الرمان
ونساني أقتات شجوني
بعدك يا أبتي الإنسان
أنا في بعدك يا أبتي
قدر ما كان بحسبان
ذكرك ، عادات مُرة
وهواك مثل الإدمان
وأنا تغرقني الأحزان
مغمور مثل المرجان
مهزوم مكسور مفقود
مسحوق مغروم ولهان
ينقصني دفئ وحنان
مسجونا ، دون السجان
مهجورا ، مقطوع الأغصان
مركونا ، دون الأركان
معزولا خلف القضبان
مسلوبا دمي الفياض
مقطوع وريد الشريان
مشتاقا ، فياض الأشجان
وما أحلمك إذا غضبان
صبري ماعاد يطاوعني
طفح الكيل وفاض الميزان
ماظنك بي ياوالدي ؟!
مجنون يملؤه الهذيان !
أنت أسمى أيآت الوفاء
في الشدة أنبل إنسان
ما أجمل حزنك إن تحزن
أفض عليّ من دفء صوتك
إن تفنى الأرض ومافيها
لايبقى عندي سوى الإنسان
أين أنت من زمان
ياغيثي الدفاق الشنان
آه ياوالدي الإنسان
زادت في قلبي الأشجان
حبك يعصرني يذبحني
يشطرني ، شطران
إغسلني ، علّي أتجدد
إني أتقطع حرمان
كاد الشوق يدمرني
فالقلب أسير الأحزان
كنت ومازلت الأوفى
غرست بقلبي الإيمان
والآن الخطر يداهمني
وترشف أفراحي الحرمان
فلتنقذ قلبا يهواك
وأغسله بماء الريان
/ سليمان الأسودي
وأجدد صبر الوجدان
فالغربة نار وجنون
والأغرب دون البلدان ...
اترك تعليقا:
