-->

بغداد ...الشاعرة غادة محي الدين ..لبنان


بغداد
أُطالعُ الأفق
وعندما يأتي الشَّفقُ
أصارعُ الأرقَ، أعشقُه حدَّ الشَّبق
حدَّ أن يأخذَني الغرقُ
يجعلُني فراشةً تطيرُ في نفقٍ
يلوحُ لي كأنَّه ترنيمةُ الألق
لوحاتُه حبقٌ وصمتُه دفقُ أرق
يخلدُ في مشاعري إرثٌ من القلق
حسٌّ ينتشي بدمع العرق
عن سعفةٍ تهتزُ كبرياءً
وأنا له جوهرةٌ مصونةٌ
لؤلؤةٌ مكنونةٌ أبحثُ عن حدق
تملؤُها بهاءً لأنَّها السَّناء والنَّقاء
مأذنةٌ من النقاءِ تحنو لطيبِ الأرضِ
لأنَّها العراقُ
انتظمَ يهتفُ بالضيوفِ أنْ أقبلوا
وكلَّما أنطقُه يشتبكُ العناقُ لنخلِهِ العملاق يشعلُ السَّماءَ
هذا هو العراقُ يرفضُ الخنوعَ
بالكرمِ عقداً من المَلاحةِ
يردُّ بالنَّدى؛ لأنه تراثُ أنبياءِ بغدادَ
ويقرأُ الدُّموع،صلاتُه تطهرُ الهواءَ
لأنها النَّقاءُ إنْ مسَّهُ الزَّمان بالأحقادِ
لا تحدقي في موقدِ الدُّموعِ
تهللي حبيبتي لن نُسلِّمَ القيادَ
وكفكفي الآلامَ
سيشرقُ الصَّباح وتذهبُ الرّياح
وتلتقي الجموعُ
فالشَّامُ ما تزالُ تصارعُ الليالي
وتمتطي الجراحَ فالجراحُ أصدقاء
لبنان
وسوفَ يلتقي الأحبابُ
في بغدادَ
غادة محي الدين
تهللي بغداد

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: