-->

الجحيم ....الكاتب ..عبد السلام علي السليم


عبدالسلام علي السليم
الجحيم
ثقافة العنف والانفة لازالت سائدة ومتفشية في مجتمعنا الذي لم يحالفه الحظ ان يكون بارد الاعصاب ومتأني في اتخاذ قراراته المصيرية الصعبة التي تهم مستقبلة ، في اغلب الاحوال ندفع ثمن غيرنا على الرغم من مخاطر المجازفة التي تؤدي بالنتيجة للمهلكة والجحيم ونيران الاعداء التي امتلكت جميع مسلتزمات القوة ، لم تسعفنا عضلاتنا وعنترياتنا وتقديراتنا المتعجرفة الغير محسوبة ، فالتجارب بمثل تلك الحالات لاتعد ولاتحصى والمجازفون كثر والحمد لله فشريط الاحداث يؤكد مدى غباوة الحاكم وتفاهة الشعوب التي تطبل وتزمر لكل من اعتلى عرش السلطة واخذ بهم لمصائر الهلاك . في حديث ممل واسطوانة دائماً يكررها الاخوة المتذمرون عن حال البلد وما وصلت به الاحداث من تدهور وعلى كافة الصعد مما جعلت من صدام بطلاًووطنياً لايشق له غبار فالوقت لايسعفني ان اسرد قصص هذا الطاغية الذي طوال عمري لم اكن محباً او ممجداً او مصفق له اطلاقاً ، كان ردي على هؤلاء المغررون الذين اختلطت لديهم الرؤى وتشوهت عندهم الصور واخذوا يتخبطون من جرائم دموية الاحداث والخراب الذي عم البلاد بسبب الطبقة السياسية الجديدة التي لم ارى طوال عمري انذالاً وفسادا وعملاءاً مثلهم وهنا اشاطرهم الرأي واعطي لهم الحق وكافة المبررات التي يتبحون بها . جوابي كان خاطفاً وسريعاً لم يعجب البعض على الرغم من سوء احوالهم ابان حكم النار والحديد ومعارك المصير التي لم ولن تنتهي الابنهاية العراق وتسليم مفاتيحه للمحتل الامريكي نتاج طبيعي وتسليم البلاد تراباً كما وعد القائد الضرورة الذي لم يهدأ ولو للحظة واحدة دون ازمة او معركة تحرير حشود تهلهل وتزغرد للحرب وموت مجاني في المعارك وتحت التعذيب في السجون السرية شهيد هنا وخائن هناك دون مجلس عزاء ولازاماً على اهله دفع ثمن الرصاصات التي تلقاها صدره البريء للدكتاتور (من عمري على عمرك ياصدام ) من هنا بدأ التنازل عن الكرامة واعلنا انفسنا خدماً وعبيداً للحاكم ، فنحن وجحيم المعارك توأمان لايفترقان وروح التمرد والانشقاق غير حاضرة بقواميسنا كعبيد للحاكم ، سنين وتجارب مريرة لن تسعف حال المواطن ولن تغير من الامر شيء ذهب عصابة العائلة بكل شواذها وجاءت عصابات الاحزاب المتلبسة بعباءة الدين لم تفاجئني تلك المخاضات وهذه العسرة من الموت والنهب الممنهج وتلك الدوامة المخيبة ، وعلى المثقف ان يقول كلمته حتى ولو على نفسه . فالخطأ موجود ولم يصلح بالمرة والوضع العام سيء للغاية . والتواطئ ومسح الاكتاف لدى الاكثرية المحسوبة على النخب لازالت راضخة متلبسة ثياب العبيد والخدم لمن ترى فيه راعياً لمصالحها وهذه الازدواجية سنبقى نعاني منها سنين طويلة طلما هناك مثل تلك الاشكال المشوهة والخالية من قيم الاخلاق والضمير ، شبح الحروب لم ينتهي والوطن الذي انجب مستهتراً ومتسكعاً كأمثال صدام لازال ولاداً لمثل تلك النكرات وهذه الساحة مليئة بالقاذورات والشواذ ، ولكي لا اقسو على المتابعين لمقالاتي عندما اقدم لهم هذه النصيحة ولكي يبتعدوا عن جميع اشكال المقارنة بين صدام وهؤلاء الشراذم . فالعراق بدأ يحتضر منذ تسنم صدام السلطة وانقلابه على البكر رحمه الله ،ولازالت طبول الحرب تقرع . كم انت رخيص ياعراقي بعد كل تلك السنين من الموت والمفخخات وحروب داعش ننتظر ساعة الصفر يالنا من بلهاء !!’

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: