-->

(الزعامة مدى الحياة)بقلم د.محمد عبد القادر الراوي


(الزعامة مدى الحياة)
د. محمد عبد القادر الراوي
الزعامة بين الحاكم الشعب مبنية وفق عقد مشروط يحدد مهام الحاكم وحقوق الشعب، وواجبات الحاكم وواجبات الشعب.فالشعب صاحب السلطة والحاكم موظف عام لدى الشعب كلفه بمهمة معينة ولمدة محددة فاذا خرج الحاكم عن الشروط فقد العقد فائدته،وللشعب ان يتخذ موقف تجاه ذلك، وليست امتياز شخصي له ولأسرته وعشيرته، هذا في كل دول العالم.إلا أن بعض الحكام العرب ابتدعوا وأرسوا تقاليد فريدة لم يأت بها الأولون(الزعامة مدى الحياة).الحاكم يبقى متمسكا بكرسي الحكم مادام على قيد الحياة،واذا ما اقترب الموت منه ورث ابنه او أخيه،ومن أجل تحقيق ذلك يتلاعبون بالدستور الذي وضعوه بأنفسهم وعلى مقاسهم ليتركوا الباب مفتوحا للتجديد والتمديد او للتوريث.العنف يحدث بسبب عدم الانسجام،ويكون الافتراق عندما يحنث الحاكم في يمينه ويستبد،ممارساته كأنه يملك الشعب،وعندمايخرج الشعب عليه بتظاهرات ومسيرات سلمية واعتصامات مطالبا بحقوقه يتهم بأعمال شغب ينظمها شرذمة من العملاء اعداء الوطن والخارجين عن القانون فيعاملون بالعنف،هراوات،خراطيم مياه،غازات مسيلة للدموع،اعتقالات،قتل،تغييب. واذا ما استمر العنف امتدت الأيدي الخارجية الخبيثة لتعقد المشهد...ويدمر البلد.يقول احد المفكرين الغربيين:قرأت مرة إن جوهر الشرعية يرجع إلى الشيء المختفي وراء هذا الكلام كله،الانسجام بين الحاكم والمحكوم،الحاكم يحمل هموم الشعب في صدره،وعندما يتولى السلطة يحصل الانسجام ولايقع العنف،وعندما يغادرالسلطة يغادرها بهدوء.فبين العنف والافتراق طريق لولبي متصاعد،كلما زاد عنف الحاكم زاد اغتراب الشعب عنه.
يقول الفيلسوف جون لوك:إن للمحكومين أن يثوروا اذا ماسلبت حقوقهم الطبيعية.ان يعطي ليس كما يؤخذ منه...إن يجود وهو يمتطي عنفوان مهابته غير إن ترتخي قبضته وترتجف عندما يداهمه خطر عاصفة الجماهير التي زادها العنف المفرط قوة،تهتف...ارحل،فيكون قد حشر نفسه في زاوية السقوط،اما هاربا او مقتولا او خلف القضبان ينتظر حكم الشعب فيه.وغالبا مايستجيب الحاكم في النهاية مذعنا لمطاليبهم...او تضيع البلاد.ترى لماذا يدعها تنتزع منه ولا يعطيها بجود وسخاء من تلقاء نفسه ويبقى محتفظا بحب الشعب واعتزازه به،ومثالنا في ذلك الفريق عبد الرحمن سوار الذهب--السودان--

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: