-->

كبرياء مغترب ...الجزء الأول ...د.خليل سعيد الشويلي

( كبرياء مغترب / الجزء الأول ) 
-------------------------------
طَوَيَتُ كْـــــلُ أشرَعَتي
وَشِباكُ الصِيدَ وأوراقي


وَطَلقتُ البَحَرَ، وليْسَ لِي
فِـــي غَيَرَ ذَلكَ منْ قَرَارِ
*****
مَزقتُ قَارِبــي وَقَضَمتُ
أصَابعَ يَدي وَقَطَعتُ الدَمَ
عن شراييني وَأوردَتي 
وَلَيَسْ في خَاطِري أيُ خيارِ
*****.
أضرمتُ النَاَر في صَفحاتِ
الزَمَنْ القَديم ، وَمَزَقتَ الشغَافَ
شَرَ تَمزيق ، وَقَطعَتَ الحِبالَ
وِكْلماتٍ ، أشعَلتها بِنَارٍ لها أوَارِ
*****
أتلفُتَ جَوَاز سَفَري وَصوري
وشَطبتُ منْ ذَاكِرتي أشياءٌ
لهْا مَعَ الروحَ الفَ ذكْرَىَ وَذكْرَىَ
أحرَقَت رُوًحَهَا بِجَمرِ نارِ
*****
تَرَكْتُ البَحَر يَعـجُ بالتماسيحَ
والأفاعي والحِيتانَ وَالأخطَبوطَ
المَاكْرَ، الـــــذي دَنَسَ
الحَلمَ وأغَتَصَبَ كْــــلَ الحِوَارِ
*****
قَرَرتُ في لحَظَةِ قوةٍ
أنْ أنهَزَمَ منْ جنُونــي
وأنْ أحَتَرِمَ كْرَامَة روحِي
واضعاً حَداً لكْــــلُ الأسفارِ
*****
لَيسَ للبَحرِ مــــنْ رَفيقٍ
أو حَبيبٍ أو حَتى صَديقٍ
فالصَخبُ هائجٌ والمَوجَ
جَبارٌ مُتكْبِرٌ مغرور وغـدارِ
*****
رَمَيتُ خَلفي للدِيدان َولِحفاةِ
النَوَارِسِ كْلَ حَبِاتِ الذَكْرَى
وَشَطَبتُ منْ ذَاكْرتي الوَجَعَ
والآهَ والَزَفَرَاَتِ وأحَلـى أشعارِ
*****
لا تهمني بَعدَ الأنَ حَلاوةَ
حُوريةُ البَحَر والمَرجانَ
ولا دِيدَانَ الزينَة والصَدَفَ
والشَعُبَ والمَحَارً، ولا الحبارِ
*****
الكْل ند لي في لحَظاتٍ اشتهتها روحِي 
أبحثُ فيها عَـــن ذرات النسيم
لِيدَاعِبَ خَـــــدِي وَيزيحَ
عَــــن كْاهِلي وَجَعٍ جرارِ
*****
سَآمتُ الغِيرَةَ مْــــــــن نَفسي
والصَفَنات بَينَ طَياتِ المَوُجِ
وَصرَاخَ الدلافينَ، وَمللتُ النَظَرَ
الـــى السماءَ ومَلَ انتظارِ
*****
رِحيلي لْيَسَ يَسِيراً أو عَسِيراً
على نَفسي ، كْما وِجْعُ العِشِقِ
لأكنهُ ، وَاقُع الحاَلَ وَاليآسَ
كَـــانَ قَدَرً مِنْ بينَ كل الأقدارِ
*****
للبَحَرَ عُنفوَانٌ وَصَخَبٌ متقلبٌ
بَيَنَ صراخ الريـــــحَ الكْافرةَ
وِبِينِ مِركبٍ خَاويةٌ أضلاعَهُ
هَائجٌ يصيبني بــ لفَحة دوارِ
*****
خَلعتُ لبَاسَ العِشقِ وَقَطَعتَ
سِكْينِةَ الهْدُوءَ عَـــن أنفَاسي
وَتَركْتُ خَلفي خيالاً “مُقرف”
وَمَــزَقتُ الأكْمَامَ والأزرارِ
*****
أجبُرتُ وَلـــــــــــــنْ أحتَضَنَ
جُرحَ الزَمَانَ وَغَدر “الأصدقاءَ”
وسَأسَافِرُ وسَطَ هُبوُبَ الريحَ
بيـــنَ الصَقِيعَ والأمطارِ
*****
لي موعدٌ مَعَ بساطٍ رائعَ مَا أنْ
استنجدت به ألا وِآتى مَعَ الــريح
وَبَيِنَهُ وَبيني “ميثاق شَرف” 
يصُونَ كَرَامَتي دونَ اختبارِ
*****
سأنتظرهُ بعيداً عَـــنِ البَحَرَ
وَصَوتَ المَوجِ الذَي كْدَرًنِي
أعوَامٌ طَوَال ، وَجَعَلَ مني “كَكَبشٌ “
يعيش تَحتَ رَحمــةِ الجزارِ
*****
سأعود الـى وَطَني وَسَتَبقَى
هَامَتي فَوقَ نُجُومِي وَكْتفي
وَأتعافى منْ وَجَعٍ طَغَىَ على
الــروحِ كْخشبةِ أبتُليت بِمسمارِ
*****
وَساجدُ هَناكَ في بَابلَ أمِيرةُ الريحانَ
أعَلــــــمُ أنــها تَنتَظَرني مُنذُ طفُولتي
سأحلُ عليها ضَيفاً أنهكهَ الترحَــــال
وأعَتَـذِرُ لهْا بْكلِ صِدقِ الأعتذارِ
*****
سأقص لهْا كْلُ الحَكايات ، وأقول لهَا
كْنتُ مُتسكْعاً ,أسَتجــــدي الحبَ شحذاً
في أوطانٍ ، جَفت عَندهم ينابيعُ العَشقَ
ولم يبقوا لــ مُحبيهم أي أعتبارِ
*****
وَطَغَىَ على أهلِهاَ الهَذَيان وأضحَى
الزَجرُ شيمةً لهمُ وَنَبشوا قَبرَ قِيسٍ
وِصَلبوا العَامرية ليلى على وَتدٍ
وطَافوا بِعظِامها البلدانَ على ظهرِ حِمارِ
*****
نَقولُ لهمُ لكْمَ في القلبِ تَاريــــــــــخٌ
طَويلْ .. وَبصمةٌ حِلوةٌ فَوقَ الشغافَ
بِكْل الهُزؤ ، قَالوا مَسكَنكُم ليس هنا !
أنْ شِأتم سنَحضر مَرَاسمَ دفنكم والدمارِ
*****
كْل هَذا وأضَنَاني الوفاء لهمُ ولـــكْن :
كْرامتي تَابي أن يُدنسها قلبي وَما يُريد
لأنَ الحَبَ بلا كِرامـــــــــة المَحبُوبَ
كالشيب الرائع عند شيخ متغربٍ بـــــلا وقارِ
*****
د .خليل سعيد الشويلي
بغـــــــــــــــــــــــداد

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: