-->

صدى الجزائر .......كريمة بوعريشة


صدى الجزائر

كريمة بوعريشة
إنّ عمليّة المظاهرات التّي شهدتها الجزائر في كل ولايتها، ما هي إلاّ جزء من شيء اسمه إحياء الرّوح الوطنيّة التّي كان النّاس يعتقد أنّها لا توجد في قلوب الجزائريين ،ولكنّ ما فعله النظام و استمراره في الفساد جعل من الشّعب صاعقة تهزّ كيان كلّ الذّين يريدون تشويه الجزائر واحتلالها بشكل غير مباشر، روح الوطنيّة لدى الشّعب الجزائريّ معروفة من عهد الثائر البطل الأمير عبد القادر الذي قاد بطولاته حفاظا على وحدة واستقلالية الجزائر . الشّعب الآن يرغب بالتّجديد و يعلن وبشكل قاطع مقاطعة النظام الفاسد ، وهذا ما وضحته المسيرات السلمية في كل ولاياتها، والسبب أنه شهد الكثير من التغيرات التّي لم تعجبه وبخاصة في التّعليم الذي أصبح على المحك ، والبترول الذي يريدون سلبه من أصحابه. الشعب الجزائري لا يريد نظاما مستبد يسعى وراء مصالحه الخاصة وإنما يريد نظام برئيس يستطيع أن يخدم الوطن ويحافظ على مبادئه وقيمه ووحدته وتطوره ، وهذا ما وضحته مطالب الشعب في مسيراته السلمية .
وهنا ودائما تحاول الدول الطامعة كبت الشعب لزرع سموم الثورة الفوضوية لتدمير الجزائر كما فعلت مع غيرها من الدول العربية.
لكن وعي الشعب والجيش كان أقوى من تداخلاتهم المشبوهة .... الشّعب الجزائري يصرخ بصوت مرتفع ،الجزائر جمهورية وليست مملكة، ومن يريد جعلها كذلك لن يصمت له ،ستبقى الجزائر جمهوريّة إلى قيام السّاعة. الشعب الجزائري شعب واع، وليس مجرد كلاب تنبح كما قالوا عنه ، ومسيراته المتكررة ما هي إلا محاولة لإعلاء كلمة الحق . معه كل الحق حين يقول: لا نريد أن يختار لنا الأجانب رئيسنا، فالشعب قادر على استيعاب نفسه وقيامه بالإختيار الصحيح لقيادته... مسيراته مستمرة ولن تتوقف إلى أن يسقط الإستبداد والفساد عبر كل الولايات ،فلا تحاولوا أن تحرّضوا الجيش عليه ،فلن تنفع محاولاتكم أمام وحدة الجيش والشعب ، فشعاره في مسيراته * إخوة إخوة، الشّعب والجيش إخوة* ، الكل يطالب ، في كل قطر، في كل ركن، حتى الجاليات الجزائرية في الدول الغربية متحدة مع بعضها البعض، تهتف بشعار واحد ، لا تحاولوا فنحن أسود إفريقيا. وأما عن قرار قايد صالح لتفعيل المادة 102 جاء متأخرا جدا ، أين كانت هذه المادة حين كان الشعب ينتظر رؤية السيد الرئيس ويتمنى الاطمئنان عليه، ألهذه الدرجة أصبح الشعب الجزائري في نظر المسؤولين مجرد خرفان يتم رعيها وملؤ بطونها لإسكاتهم وإخراج الحقيقة من أفواههم....؟!!!! اعلموا أنّ الشّعب الجزائري هو أرقى شعوب العالم وأوعاها، وقد تضامنت معه معظم الدّول العربية والعالمية، واحترمت مسيراته السلمية ، كيف لا وهو الشّعب الذّي أثنى على شجاعته أقوى قياديي جيوش العالم نابلون وشارل ديغول ، كما أن الجزائر من بين أكثر الدولة خطورة ، كونها تضم أكبر الجيوش ، و شعبها من أرقى الشعوب على السبيل العالمي....
و سيحتضن ثورته مهما كان لهيب نارها ، وإن سكت الشّعب لحظة ، هذا لا يدل على ضعفه ، وإنما احتراما لأرضه ، ولكن وصفه بالكلاب التي تنبح ، وشعارات جوعه يركض وراءك ، أثارت غضب الشعب ،وكثرة الفساد داخل أقطار الجزائر لم يجعل للشعب سبيلا سوى أن يرفع صوته عاليا ، لا للفساد ، لا للإستبداد .... أهذا يعد جرما في الدولة ومصالحها .. ؟!!!! لم يرد الشعب الجزائري أن يرضخ للسوء الذي يمس أرضه وكرامته وقيمه ، المسيرات مستمرة حتى وإن أصبحت الجرائر الآن في غرفة الإنعاش ، فالشعب يربد نزع الورم الخبيث منها، إن الله مع الحق ، فلا تقلقوا الشعب والجيش هم الذين سيدافعون بكل ذمه وضمير وحقوقية عنها، وأقول لكل أشقائنا العرب الذين راسلوني للاطمئنان عن أحوال الجزائر ، الجزائر بخير ، مادام أبناؤها بخير يحاربون بسلمية من أجل رفع قناع الخبث منها ، فالله مع كلمة الحق ، والمسؤولية أن نكون معا يدا بيد لا فرق بين ولاية وولاية ، أقول لهم إن لم ينتصر الشّعب الجزائريّ في مسيراته فاعلموا أنّه لن يسكت عن الظلم الّذي يمسّ البلاد لأنّه أمانة أعطانا إياها الشّهداء لنحافظ عليها. هذه جزائرنا وهذا شعبنا والحامي لها هو جيشها ، نقف مع الجيش حين يمسها أذى ، ونصد كل من يشوه سمعتها ويعادي طمأنينتها، نحن والجيش إخوة.... إن سقط هو نحن من يشده للنّهوض..... وإن سقطنا نحن هو من يشدنا للاستمرار...... إلى كلّ قطر في الجزائر حافظوا على البلد ،وارفعوا شعاركم لا للفساد ، لتبقى جزائرنا عربيّة الأصل يسيّرها شعبها ويحميها جيشها، كيف لا وأنتم أسود إفرقيا تحيا الجزائر

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: