حبيبتي وزماني متشابهان
في الرخاء وفي الشدّة
في صفعي واحتضاني
في الفرح وفي الحزن
في كل شيء متشابهان
وأسيرهما إلى منتهاي
اتفقا على أن أكون رفيقهما الأبدي
يتناوبان على حبي وإيلامي
هو ربي فما أجملها من مناجاة
يعانقان حزني وفرحي وهما صانعاه
ويبتهلانه فيَّ صباح ومساء
أصحو لأذكرهما بنبض صادق
ويحرماني من حريتي
ويدخلاني سجنهما ويرفضان
تغريدة لم تكن فيهما أو لهما
ألم أخبركم بأنهما متشابهان
هما كل الوجود وكل ما حولي
وهل يبدأ يومي إن لم أتنفسهما
هي عشقي وهدوئي وسكينتي
هما بأسي ويأسي ونجاحي
وزماني شاهدي ورفيقي
والزمان يسجل أنفاسي لهما
مرتبط بهما وحدهما
لا شيء يشتتني ويلملم أشلائي
إلا وهما سبب فيه ومن صنيعهما
الشمس تشرق من عينيها والقمر
ولا خلاص ولا نجاة منهما إلا بهما
ويخون عهدي ولكنه لا يخونها
أنا وحدي فريسة سهلة لهما
بفرحي وحزني وأشواقي
يفترساني بكل أحوالي
حبيبتي وزماني متعاهدان
والشتاء اليوم والأمسِ جاء طوعا
فحالتهما النفسية تماما كهذا الطقسِ
عاصف ولكنّه يحمل الطهر والغضب
مضطرب ومتقلب وشديد وأهوج
ولا يخلو من رحمة ومن سجنهما الأبدي
أنشد حروفي حرّة شامخة ولكنها
وربيع عمري وشتائي وصيفي وخريفي
كلهم يتناوبون على آداء مهماتٍ بأمرهما
كلهم يأتمرون بأمرهما
حتّى الغياب والعتاب ومن حولي الأحباب
لم أعد أدري ما أنا ومن أكون بغيرهما
وهم كلهم جنودٌ يتبعون لسلطانهما
كما أنا وذاتي وحبي منصبين كلنا
طوعا وتجانسا منصهرين بهما
وحتى صرخاتي وكل آهاتي وخلجاتي
وكما نشوتي وسكرتي وخمرتي
فعن أي تحرّر يتكلم من حولي
كلها لم تتعدَ في يوم حدودهما
وعن أي عدالة تحدث أهل القضاء
وعن أي قضية في محكمة الحب
رائد العمري
وأنا وحدي المتهم الوحيد بعمرهما
اترك تعليقا:
