حديثٌ الروح
قالت وكيف أحب.؟ وأنت هناك كالحلمِ الجميل، أخاف أصحو فيصبح عن عيوني مُختفي، ياسيد الإلهام عفواًً مِنك أشعر بأنك لي وأيضاً لست لي، بل يستحيل أن لا أكحل بِك كل يومٍ ناظري، لكن هذا البحر واسعٌ.. مترامي الأطراف فيما بيننا، وأخاف أن تغرق، فأتوه من بَعدك أنا ويغرق زورقي.فقلتُ عُذراً.. ياعذبة الصوت الشجي.. أرجوكِ حُباً اسمعي، الحُب في الأجساد ليسَ بغايتي، والعشقُ في اللذات ليسَ برغبتي، وكل النساء الفاتنات وجمالهن..َ أنا لا أُريد أوأشتهي، ولم يكن يوماً بقاموسي ولافي مُعجَمي، وأنا إليكِ أتيت فقط بأمرٍ يرتقي، وأنا أقول وأنتِ حقاً لقولي تفهمي، أنا وأنتِ على صواب وأكيد لسنا ندعي، إصغي إليّ فقط.. سأقول لكِ مالم تكوني تعلمي، لنا نحن روحين تختلفين عن كل أرواح الجميع، حين ارتقت وتصعدت نحو العُلا أرواحنا، أوت إلى مكان معتلي وتجلت الرؤيا لنا فرأت مالاتراه الأعينِ.قطعَت حديثي وقالت لحظةً، ياسيدي.. إن القلوب العاشقة تظلُ كالنارِ مُشتعلة لاتنطفي، وكأنها إعصار بقوةٍ عاتية لاتنثني، لاشيء يوقفها ولا بعضُ شيء وحتى كل شيء، فالمعذرة ياسيدي أكيد بأنك لاتعي، ولنفترض سلفاً حقيقة ماتقول، ياعاشق الأرواح وهل لذلك أن يكون وكيف نبقى دون حب، وبلا أمل، وبدون أن نقترب، أو يوم يجمعنا هناك ونلتقي.؟ فما قيمة الكلمات تلك الراقية.؟ وتلك المشاعر والأحاسيس وتلك العاطفة، وتلك الورود الزاهية ألوانها والعاطرة، ماقيمة الأنغام والألحان وأصوات الطرب، وتلك الأغاني حين تشدو في الصباح للحب وبصوت فيروزي، مع صوت العصافير الصغيرة والطيور، وهدير صوت الماء عند النبع، وقصائد الأشعار تلك حين نُرسلها لِبعض، وبلهفة الأشواق حين نبادلها معاً، عبر الفضاء الخاص ذاك المخملي، ماذا نُسمي مابيننا.؟ إن لم يكن حباً، ماذا إذاً يبقى.؟ ماقيمتي عِندك.؟ إن لم يكن ياسيد الإلهام حُباً نعشقه، هذا حديثك سيدي لاشك صعب لا أفهمه، وأظنه ليس بمنطقي، هذا كلامٌ أنا لاأراه إلا خيال فلسفي.فقلت صَبرُكِ ياحبيبة بي ولاتتعجلي، والقول مني إليكِ لعلكِ تفصلي، لكي تقر عينكِ أولعلكِ تهدأي، ألم تؤمني بتشابه الأرواح في عالمِ السر الخفي،ألا تشعرين بأن هناك شيءً ما يشدكِ نحو شيء، وبلاسبب يأتيكِ إحساسٌ نقي، وتطمئن النفس والقلب يهدأ وفرحاً تنتشي، ذاك الشعور بتلاقي الأرواح.. ونادراً ماتلتقي، فلتعلمي يا ياحلوتي.. تهادي الأرواح أسمى كثيراً من الحب البريء، بل قد يفوق الحب ضعف الحب وحقاً يعتلي، وتخاطر الأرواح عن بُعدٍ لاشك أمرٌ بمعجزِ، تسمو به تلك القلوب، وبه العقول ترتقي، ويُصبح الفكرُ بينهما كالماءِ النقي، ونكون نحنُ لبعظنا أكبر وأسمى من أي حب لايعي، نعم لنا جسمين مُنفصلين، لكن أنا جسمكِ الشرقي وأنتِ جسمي الغربي، لنا روح واحدةٌ فقط تسكُننا معاً، هيَ نفسها الروح التي تأتي إليّ تأتي إليكِ، فهل عرفتي الآن ماذا بيننا... مابيننا هو حب سامي سرمدي...
عبد الكريم
اترك تعليقا:
