غصن القمر ...
سكبت حياءها بخجل بين ذراعيه أحاطته بكلتا يديها وتنفست الصعداء ..أصبح زحلا محاطا بمداره أغمضت عينيها ..راقصت النجوم ...ارتدته وحلّقت لتحط به على غصن شجرة لاشرقية ولا غربية مغروسة في نبض حكاية أسطورية ترتوي من شذرات القمر ...حكاية شذا عبيرها لايفوح إلا عند المغيب ..وبوحها تغريد عندليب تعب من السفر يمسح عن شباك الذاكرة غبار كلمات تسبح في ملكوت فجيعة الغائب تستحم بندى الصوم وتتنشف بتراتيل صلاة تردد في مآذن اللهفة عند مطلع محياك ..لوكان الأمر بيدي ...
لوكان الأمر بيدي ..لكتبت تاريخا جديدا ميلاده وهجرته أنت تكون فيه أسطورة تقتل دجال الرحيل الأعور القادم من سلالة تعب موغلة في الحزن وحنين محموم لايهدأ..فتكون أول صفحة من كتاب مقدس يضج بدعوات الصالحين والأولياء لتغفو نفسي الأمارة بك بين ذراعي شغفك .
لو كان الأمر بيدي لجعلت أصابعي التي غمرتها بشوقك أركانا لصلاة حلم أرتق بها ليله الطويل الذي تعبّد ذكراك ليحتمل ضراوة ساعات الشوق المجهش بالهذيان و يقتات على أنقاض ذكرى ابتسامة أبصرت فيها عمري وبكيت ..
لو كان الأمر بيدي ...لنفذت قرار إعدام غير قابل للطعن في حق الحياء الذي يمنعني من بوح أمنيات امتطت صهوة أحلام بأجنحة نحلق بها إلى جنة لم يطأها أحد فلا أتعثر إلا بك ولا أشم إلا رائحة عطر قدومك ولا أصاب إلا بنزلة برد إثمك فأنا أنثى لا حول ولا قوة لي إلا أنت ..
الكاتبة والروائية :هبة وفيق الأحمد .
اترك تعليقا:
