البائِسونَ في الأرض
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
العَزْفُ يَصدَحُ مِنَ الصُّنوجِ
العُيونُ تَمخُرُ أمْداءَ السَّماءِ
الزَّمانُ شَيْخٌ عَتيْقٌ
إنسانٌ يَطهو إنساناً
والرَّحمَةُ لمْ تَنضُجْ بَعْدُ
الرَّحمَةُ عَروسٌ ثَوبُها الثَّلجُ
مَخْدَعُها أرواحٌ نورانيَّةٌ
ومَخبوءةٌ في النَّفْسِ العَتيْدَةِ
الزَّوايا الأربعُ راكِنَةٌ لاتَدورُ
تُوالِفُ البائسينَ على الشَّمسِ
الشَّفَقُ يَنْسَدِلُ
يَجُنُّ الدَّيْجورُ
تَفورُ العَتَمَةُ
تَتَصَبَّبُ النُّجومُ
فَتَنْبَطِحُ أَعضاءُ البائِسينَ
تتوارى في اصطِفاقِ الضَّوْرِ
وتَمْضي إلى مَخاضِ الأنينِ
نَحنُ ومَن نَحنُ
هل نَصطادُ أنْفاسَهم
نُحصي عَدَدَ أيَّامِهم
نُرَقِّمُها ونَنْسى
هلْ نُصلِّي لِنَدفَعَ عَنْهم البَلاءَ
أم نَتْلوها على جِباهِهم
لِصَيْرورةِ المآلِ
أو نَحكي لهم قِصَصَ المَحَبَّةِ
لِغايَةِ مَباهِجِ النَّفْسِ
آمالُهم قَد ضَلَّتْ
نُبوءاتُهم لا زالَتْ حَزيْنَةً
أُمْنياتُهم تاهَتْ في حَواريْهم
أيَّامُهم القادِمَةُ لا تُؤْنِسُهم
لِمَ لا نَبْسِطُ أجْنِحَتَنا فَوْقَهم
نُوقِفُ صَعْقَ الخُفوتِ
ونَأخُذُهم إلى مَصَبَّاتِ البَقاءِ
نُشْعِلُ ذَواتَنا مَنارَةً
نُطفيءُ الظِّلالَ الدَّاكِنَةَ
فيَلتَقِطونَ فَراشاتِ الفَرَحِ
حَتَّى لو بأفْواهِهم تَناوَلوها
لِأنَّهم مِنَ الضَّوءِ صُنِعوا
مِنَ الصَّمتِ تَكَوَّنوا
وعلى رَبِّ الأكوانِ تَوَكَّلوا
اترك تعليقا:
