رسالة من انسان مات من اجل رغيف خبز
في إحدى الحروب كتب أحد الجنود رسالة تمَّ العثور عليها في ملابسه بعد مقتله ، يقول فيها
إن مُتّ .. لا تصدقوا كل شيء ، فإن قالت لكم أمي في برنامجٍ تلفزيونيٍّ سخيف
كان يتمنى الشهادة وكان يقول : ( نموت نموت ويحيا الوطن .. ) ، لا تصدقوها فأنا لم أقل ذلك ، وأنا مثلكم أحبّ الحياة ولا أتمنى أن أموت ، لكنّ المذيعة ذاتَ الحُمرةِ الفاقعة أقنعتها أن تقول عني ذلك أمّا صديقي ذلك الذي حمل صورة لي في منزله و كتبَ شِعراً وهو يتغنى بِـشهادتي حداداً لا تصدقوه ، فهو منافق كبير وكم من المرات طلبت منه أن أستدين مبلغاً بسيطاً من المال لكنه كان يتهرّب مني .
أمّا صاحب الفخامة .. فلا تصدقوه أبدًا وهو يتغنّى بِـروحي القتالية العالية و حبّي للوطن في حفل التأبين ، أترونَ طقمه الأنيقَ ذاك ؟
لقد اشتراه من سرقة المعونات المخصصة لنا نحن أبناء الفقراء بهذا البلد وقود للحروب التي هم يوقدوها . أما أبناء صاحب السيادة والفخامة فهم إمّا خارج البلد مترفين أو يتسكعون في الكافيهات والملاهي . وهؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الهواء بتشييع جثماني ، ترى من هم لم أرهم أبداً في أيّ معركة كما أني لم أكنْ بطلاً كما يقولون ولا أعرف شيئا عن البطولة أو شعارات حبّ الوطن والقائد ولكن البندقيةِ إغواءً / كما النساء/ تستفزُّ الرجولةَ الحمقاء إن مُتّ .. برصاصٍ ، أو بقذيفةٍ سقطت مصادفةً بقربي ، أو إنْ مُتّ قهراً .. لا فرق ، لا تصدقوا سوى تنهيدةَ أمي عندما تكون وحيدة وانكسارُ أبي ودمعةً خفيفةً نبيلةً من حبيبةٍ لطالما وعدتُها أنْ أكونَ بخير ، فلا نامت أعين الجبناء ، ومن يتغنوا بِـنضالنا .لطالما سألت نفسي لماذا فقط أبناء الفقراء هم الشهداء وهم المدافعين وهم لا يملكون متر على هذة الأرض ؟ وتباع عليهم قبورهم ؟. لماذا لم نسمع موت مسؤول؟ أو ابن مسؤول من أجل الوطن ؟ فهل وجدت الإجابة بعد موتي . أنا آسف يا وطني لم أمت لأجلك ، ولكني مت لأجل لقمة العيش في وطن لم يوفر أقل متطلبات حياتي لقد ضاع الوطن بين سارق وقاتل وسلبت الحياة شباب لم ولن يكونوا موجودين في زمن الحروب سابقا واليوم نهض جيل من بعد ما يأس من رجال وقيادات تتغنى بحب الوطن ويصورون أنفسهم بأنهم جيفرا لعراق كلا ورب الراقصات هم جبناء والملاهي جحورهم والمصفحات ملبسهم وثروات بلدي دينهم ولقمة عيش مني سرقوها امام عيني أفلا نامت اعين الجبناء وسحقأ لكم من أعضاء برلمان تتبرجون بمحابسكم الزاهية في اصابعكم التي بها تأمرون بقتلنا على حساب عروشكم وحياتكم السخيفة التي ملئها النفاق والدجل نعم أنا مت ولكن ستبقى روحي تطاردكم في منامكم كل يوم وتنثر عليكم تراب اللعنة بما أقترفت أيديكم من سيئات بحقي فأنا عراقي بلا وطن فاقد الهوية لا أحمل غير ورقة صغيرة كتب فيها اني عراقي مظلوم د.الاعلامي الكاظمي
اترك تعليقا:
