-->

ومن الحب ما قتل ! كتب :د. محمد ضباشه مصر


ومن الحب ما قتل !
كتب :د. محمد ضباشه مصر
دع الحب أنكم تسألوننى عن جزر مغلقة، وسراديب عميقة لا يصل إليها ضوء الشمس، طرق وعرة يمكن أن يتوه فيها القلب بحثا عن غايته، فإذا تكلمت معكم عن الحب سوف تتسمر شفتاى وتتحشرج الكلمات فى حلقى ويمر طيف ندى شفاف الخيوط يسألنى أين هذا الحب فى زمن اللا حب والأنانية والغاية تبرر الوسيلة واللعب على أوتار النشوة وإشباع الغرائز. ومن هذا المنطلق نجد أن الحب لفظا هو إنفعال عاطفى يجذب صاحبه تجاة طرف أخر غالبا يكون من جنس مختلف يشعر معه بإرتياح ورغبة فى البقاء معه، وطبقا لنظرية أبراهام ماسلو للحاجات الأنسانية التى يسعى الإنسان الى إشباعها نجد الحب يأتى بعد الحاجة الى الطعام والشراب نظرا لأهميتة فى حياة الإنسان. وفى الماضى كنا نسمع عن الحب الحقيقى وظهرت نماذج ما زلنا حتى اليوم نتباهى بها كقصة قيس وليلى وعنتر وعبلة وروميو وجوليت وحسن ونعيمة وغيرها كان حبا من أجل الحب وكان كل طرف يسعى جاهدا للوصول الى محبوبه بشتى الطرق، إلا أنه فى هذا العصر الذى ظهرت فيه وسائل التواصل الإجتماعى كالفيس بوك وتويتر أصبحت أطراف الحب مختفية خلف هذا القناع وأصاب الحب فى مقتل وأصبح مجرد رسائل متبادلة بين طرفى الحب دون إحساس أو تواصل حقيقى. وقد استغل مجموعة كبيرة من الشباب والفتيات هذا الفضاء الألكترونى لإقامة علاقات غرامية وجنسية تحت غطاء هذا الحب الواهى( إلا نماذج بسيطة جادة ) وأصبح الحب مطية يركبها ذوى النفوس الضعيفة لإشباع رغباتهم أو الضغط على الطرف الأخر لإستغلاله ماديا أو معنويا. وتأسيسا على ما سبق نجد الحب كما خلقه الله سبحانه وتعالى موجودا فى قلوب عباد الله الصالحين اللذين يحبون الله فأحبهم الله وفى قلوب الصوفية العارفين بقدر هذا الحب وجلاله وقدسيته، ودعوتى للجميع لا تستخدموا الحب أداة لقتل مشاعر الأخرين فكل منا يجب ان يكون صادقا مع نفسه ومع الأخرين ويحاول جاهدا الا يجعل الحب شباكا تصطاد الفريسة لاشباع رغبات تافهة تحت غطاء غير شرعى. وعلى الأسرة وكل مؤسسات التربية فى الوطن العربى ان تدرس الحب فى مناهجها وتعرف به الشباب والفتيات ومتى يكون حبا وأين تكمن فيه الخطورة التى يمكن أن تحطم صاحبها ولا يجد ذرة من حب فى قلبه فنراه عنيفا متسلطا إرهابيا ويكون خطرا على نفسه وعلى أسرته ومجتمعة.

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: